في وقت تشير التوقعات إلى تحقيق قطاع صناعة الطيران التجاري مجدداً أرقاماً قياسية، سجل الإنفاق على صناعة الطيران الحربي تراجعاً، إذ رصدت «ديلويت» في تقرير عن أداء القطاعين حول العالم للعام الحالي، «انخفاضاً عالمياً في الإنفاق على قطاع الطيران الحربي»، عازية ذلك إلى «انحسار الصراع العسكري خصوصاً في العراق وأفغانستان فضلاً عن تراجع قدرة حكومات كثيرة ناشطة سابقاً في هذا المجال، على تحمل نفقات التسلح العالية». لكن في المقابل «تشهد مناطق حول العالم «زيادة في الإنفاق على القطاع الحربي تحديداً في الشرق الأوسط والهند والصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان». ولفت التقرير إلى أن دولاً كثيرة «تمكنت من رصد المبالغ الضرورية لتسليح جيوشها وتجهيزها بأحدث تكنولوجيات الدفاع». واعتبر أن من العوامل التي تعزز توقعات الزيادة في الإنفاق على قطاع الطيران الدفاعي في هذه الدول أن «بعضها عرضة لتهديدات مستمرة على حدود أراضيها». وعلى صعيد قطاع الطيران التجاري، فهو «سجل مجدداً أرقاماً قياسية لناحية تصنيع الطائرات بفعل تسارع دورة استبدال الطائرات القديمة والمستهلكة بطائرات حديثة مزودة بتقنية توفير الوقود، إضافة إلى تزايد حجم حركة الطيران خصوصاً في منطقتي الشرق الأوسط والمحيط الهادئ وآسيا». ولم يستبعد أن «يُحدث الطلب على الطائرات التجارية الجديدة ضغطاً متزايداً على شركات التصنيع، للعمل باستمرار على تطوير التصاميم الهندسية للطائرات وتحسين قدراتها على إدارة عمليات التصنيع وتحسين سلاسل الإمداد والتوريد، مع الحفاظ على التنافسية في تحديد أسعار تتناسب مع متطلبات الأسواق». وأعلن المسؤول عن قطاع الطيران والدفاع في شركة «ديلويت» توم كابتن، أن «حلول الذكرى العاشرة بعد المئة لإطلاق الأخوين رايت الطائرة الأولى مع محرّك، تذكّرنا بأنّ صناعة الطائرات حديثة بعض الشيء، لكنها حققت الكثير في ظل الابتكارات التكنولوجية التي شهدها القطاع». وقال: «سنشهد بدءاً من هذه السنة وحتى نهاية العقد الحالي مزيداً من الابتكارات التكنولوجية في هذا القطاع، التي ستركّز على الحاجات المستجدة لركاب الطائرات التجارية، لتشمل التواصل عبر الأقمار الاصطناعية والتسوق من خلال شبكة الإنترنت واستخدام الابتكارات التكنولوجية في الطيران، لخوض الصراعات المسلحة عند الحاجة أو المساعدة في البعثات الإنسانية في أقصى بقاع الأرض».