تفوّقت صناعة الطيران التجاري على مثيلتها في مجال الدفاع في الإنتاج وتحقيق العائدات، إذ توقع تقرير لشركة «ديلويت»، استمرار «انخفاض عائدات صناعة الطيران الدفاعي نتيجة سياسات التقشّف في الإنفاق العسكري، على عكس ما سيسجله قطاع الطيران التجاري من عائدات قياسية العام المقبل». وأشار إلى أنّ قطاع الطيران التجاري نما في شكل قياسي «وطويل الأمد، على ما أظهره التحسن الطارئ أخيراً في الإنتاج لدى كل من بوينغ وآرباص». وعزا ذلك إلى «نمو الطلب على خدمات طيران الركاب في آسيا والشرق الأوسط تحديداً، إضافة إلى الحاجة إلى طائرات تجارية تقتصد في استهلاك الوقود». ودلّت توقعات السوق لدى مصنعي الطائرات التجارية، على «إنتاج يتراوح بين 27350 طائرة تجارية و34 ألفاً في السنوات العشرين المقبلة». ولفت التقرير إلى «صعوبة الحفاظ على أرباح الخطوط الجوية التجارية، وفق التقلّبات السائدة خصوصاً الزيادة في كلفة الوقود على المدى البعيد، ما سيولّد طلباً على طائرات جديدة أكثر اقتصاداً في استهلاك الوقود». واعتبر أن ذلك «يعزز أيضاً الطلب على الطائرات البديلة المجهّزة بمحركات تكنولوجية من الجيل التالي». الولاياتالمتحدة ولم تستبعد «ديلويت»، أن «ينخفض الإنفاق العالمي لمقاولي قطاع الدفاع هذه السنة، بفعل الخفوض في الموازنة الدفاعية الأميركية، لتواصل مسارها المحدّد عام 2011، والذي تراجع بنسبة 3.3 في المئة وفي شكل رمزي عام 2012». وربطت هذا التراجع أساساً، ب «خفوض الموازنات الدفاعية في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبقية دول أوروبا. فيما قابلتها زيادة في الإنفاق في دول أخرى كالمملكة العربية السعودية والإمارات والصين وروسيا والهند والبرازيل». ورأى المسؤول العالمي عن قطاع الطيران والدفاع في ديلويت» توم كابتن، أن على قطاع الدفاع العالمي، «توقع مزيد من المنافسة نتيجة تقلص عدد برامج الدفاع الكبرى». لكن لم يغفل أن «تعوّض جزءاً من هذا التراجع جهود المبيعات العسكرية الأجنبية المتجدّدة في الأسواق الجديدة التي تواجه مخاوف أمنية متنامية». وفي مقابل التقشف في الإنفاق الدفاعي، رجحت «ديلويت» أن يحقّق قطاع الطيران التجاري «مستويات قياسية من العائدات هذه السنة، نتيجة معدّلات الإنتاج المرتفعة وإدخال طائرات الجيل الثاني». كما سيواصل هذا القطاع إنتاجه العالمي هذه السنة، والذي يتعدى ألف طائرة سنوياً للسنة الثالثة على التوالي». وفي الإيرادات، أشار التقرير إلى «ارتفاع إيرادات قطاع الطيران والدفاع في شكل متواضع هذه السنة، نظراً إلى النمو الملحوظ في العائدات العالمية للطائرات التجارية، والخفوض في الإنفاق الدفاعي». وأكد ضرورة أن «يؤمّن رصيد الإنتاج الدفاعي والتجاري التنويع، الذي ربما يحتاج إليه قطاع الطيران والدفاع لمواصلة نموّه العام المقبل».