علمت «الحياة» أن اللجنة الفنية المختصة بالتحقيق في حادثة انهيار معبر الجمال على طريق الدمام – الرياض، توصلت إلى أن سبب الانهيار «إهمال في الصيانة، ما أدى إلى وجود صدأ وتآكل في الحديد والخرسانة». وأنهت اللجنة الفنية التي تضم أعضاء هيئة تدريس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التحقيق في حادثة الانهيار التي وقعت قبل نحو 3 أسابيع، ورفعت تقريرها إلى وزارة النقل، متضمناً دراسة أسباب الانهيار وتحليله، وذلك بعد أن عملت اللجنة على إجراء «فحص فنّي علميّ مهني» في موقع الانهيار، بمتابعة من «جهات عليا». وكشفت مصادر تحدثت إلى «الحياة»، أن «اللجنة رفعت تقريراً مفصلاً حول أسباب الانهيار إلى وزارة النقل، وبذلك انتهى دورها في التحقيق في حادثة انهيار المعبر»، مشيرة إلى أن الأسباب المرفقة في التقرير كانت «واضحة لكل من شاهد الجسر قبل الدراسة والتحليل». وأكد التقرير وجود «إهمال في صيانة المعبر المنهار الذي أدى إلى وجود صدأ وتآكل في الحديد والخرسانة». وأضافت المصادر أن «انهيار معبر الجمال على طريق الدمام – الرياض قضية حساسة، تمت متابعتها من قبل جهات عليا، باتصالات شخصية ومتابعة من وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري». موضحة أن «آلية عمل اللجنة كانت روتينية، بداية من زيارة الموقع وأخذ العينات، وإخضاعها إلى التحليل والاختبار». وأضافت أن «خدمة الجسر كمعبر للجمال على مدار 30 عاماً تُعد جيدة، ولا تعبر عن خلل في التصميم، وإنما في الصيانة والمتابعة، ولو كان هناك خطأ في التصميم والبناء لسقط منذ أول سنة من تشييده»، موضحة أن عمل اللجنة مع وزارة النقل كان «واجباً وطنياً، وليس بمقابل مادي». ووجهت المصادر الجهات المختصة إلى «الاهتمام بصيانة ومتابعة الجسور، لتفادي حدوث حالات مشابهة». يذكر أن الجسر المنهار يتكون من نصفين متلاصقين جنباً إلى جنب، من الهيكل الإنشائي الخرساني المسلح، ويثبّت كل نصف من الجسر على إطار خرساني مسلح في منتصف الجسر بين بدايته ونهايته. وحدث الانهيار في نصف واحد فقط من عرض الجسر، وقريباً جداً من الإطار الساند له في نصف الطريق. فيما لم يتأثر النصف العرضي الآخر من الجسر أو الجهة الأخرى من النصف المنهار في الانهيار الحادث. ورجح أستاذ الهندسة المدنية المساعد رئيس قسم هندسة المباني في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام الدكتور عثمان صبحي الشمراني، الذي قام وفريق من الجامعة، بمعاينة الجسر في وقت سابق، أن يكون سبب الانهيار «ترسب مياه الأمطار، ووجود خلل في عملية التصريف، ما قد يتسبب في تغلغل المياه ووصولها إلى طبقات الحديد، التي بدورها تتسبب في صدأ وتآكل الحديد، ما يتسبب في فقدانه والخرسانة لخواصهما الطبيعية، وبالتالي يحدث الانهيار المفاجئ للجسر كما حدث». وأكد الشمراني، أن أعضاء هيئة التدريس الذين عاينوا الجسر المنهار «وجدوا صدأً وتآكلاً في الحديد في الجزء المنهار، ما تسبب في تصدّع الخرسانة». بيد أنه ألمح إلى سبب آخر «وهو ترسب الأتربة الناتج من إثارة الأتربة والغبار، ومن ثم هطول الأمطار، ما قد يتسبب في تكوّن طبقة سميكة من الطين الذي يعتبر من الأحمال الميتة الزائدة التي لم تؤخذ في الاعتبار عند عملية التصميم الإنشائي».