جدد رئيس الوزراء التونسي الجديد مهدي جمعة غداة تكليفه، التزامه بنود خريطة الطريق التي وضعها الرباعي الراعي للحوار الوطني من خلال تشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة. وتعهد جمعة خلال لقائه أمس، وفداً من حركة «الشعب» القومية: «بتكوين فريق حكومي محايد يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ولا يعادي أي حزب»، مشيراً إلى أنه تقدم خطوات في المشاورات التي قام بها مع الأحزاب والشخصيات المرشحة لتولي الوزارات وأن ملامح التشكيلة الحكومية المرتقبة بدأت تتضح أمامه. في المقابل، أقر الرئيس المكلف بصعوبة المهمة التي تنتظره نظراً للتحديات الأمنية وظاهرة الإرهاب، إضافةً إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقال: «لست صاحب معجزات لكن أتعهد ببذل كل المجهودات الممكنة من أجل إنقاذ البلاد». إلى ذلك، أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) حسين العباسي أمس، أثناء إشرافه على جلسة الحوار الوطني، إمكانية تقديم مهدي جمعة تشكيلته الحكومية الأسبوع المقبل على اعتبار أن الأخير أطلق مشاوراته مع الأحزاب والشخصيات المستقلة منذ الاتفاق عليه قبل أكثر من أسبوعين. واعتبر العباسي في تصريح إلى «الحياة» أن الحوار الوطني في طريقه إلى النجاح في انتظار استكمال المصادقة على الدستور الجديد والقانون الانتخابي. في غضون ذلك، واصل المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) المصادقة على الدستور. ووافق النواب التونسيون على أكثر من سبعين فصلاً من أصل 146 في مشروع الدستور. ويأمل الفرقاء في الانتهاء من المصادقة على الدستور منتصف الشهر الجاري. في غضون ذلك، شهدت مدن تونسية عدة ليل أول من أمس، مواجهات بين قوات الأمن ومواطنين حاولوا اقتحام منشآت عمومية وبنوك ومحلات تجارية قرب العاصمة. وأحرق متظاهرون مقر حركة «النهضة» في مدينة «دوار هيشر» (محافظة منوبة قرب العاصمة) ومنعت وحدات من الحرس الوطني (الدرك) حرق مقر النهضة في «وادي الليل» في المحافظة ذاتها. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي «توقيف 25 شخصاً اثر أعمال العنف والتخريب في حي التضامن (أكبر حي شعبي قرب العاصمة) إضافةً إلى توقيف 22 آخرين من العناصر المنحرفة المتورطة في أعمال الشغب في مدينة المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة». على صعيد آخر، توفي شاب تونسي مساء أول من أمس، خلال محاولة مجموعة اقتحام مركز العبور الحدودي في مدينة «بوشبكة» من محافظة «القصرين» المحاذية للجزائر وسط تضارب في المعلومات حول مصدر الرصاصة إن كانت من الأمن التونسي أم من الجانب الجزائري. كما أصيب إصابة عنصر أمن تونسي نُقل على الفور للعلاج في مستشفىً جزائري هي أقرب إلى الحدود من أول مستشفى تونسي.