«بئرٌ» وليس كغيرها من الآبار بعد أن اقترن اسمها بأعظم حدث تاريخي إسلامي، إذ حظيت بمعسكر رسول الأمة بها، لفتح العاصمة الإسلامية المقدسة، وشربه حفنة من مائها بيده الكريمة، واغتسل منها، حتى أصبحت سنة للخلفاء الراشدين من بعده. «بئر طوى» بئر جاهلية قديمة، أنشأها عبد شمس بن عبد مناف، ثم حفرها بعد دفنها عقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتقع البئر بين جبال قعقعان يشرف عليها من الناحية الشرقية وجبل سودان من الناحية الشمالية، وهي قائمة حتى تضمنتها توسعة الحرم المكي الشريف. ورغم أن المكيّين يفتخرون بوجود آثار إسلامية حولهم، إلا أنهم أبدوا حسرتهم على ضياع هذه الآثار من دون هوية إرشادية تخدم زائري وقاصدي بيت الله الحرام، ومن ضمنها بئر «طوى» التي يجهل موقعها الكثيرون ويتمنى وصولها الراغبون، مطالبين بالاهتمام بمثل هذه المواقع الأثرية. وطالب المؤرخ المكي الدكتور فواز الدهاس خلال حديثه إلى «الحياة» بتنظيم زيارات سياحية لموقع بئر «طوى» من هيئة السياحة والآثار، مشترطاً وجود مرشد سياحي معتمد من قبلها. من جهته، أوضح عمدة حي جرول والتيسير طلال الحساني خلال حديثه إلى «الحياة» أن بئر طوى ظلت مفتوحة إلى عهد قريب، مشيراً إلى صدور أوامر من أمير منطقة مكةالمكرمة السابق خالد الفيصل بالمحافظة على البئر وعدم إزالتها. بدوره، كشف المرشد السياحي وعضو اللجنة السياحية في غرفة مكةالمكرمة عادل القرشي خلال حديثه إلى «الحياة» عن أنه تم خلال الاجتماعات المنعقدة الاتفاق على المطالبة بوضع لوحات إرشادية تدل على موقع بئر طوى، إضافة إلى الآثار النبوية الموجودة والقائمة في مكةالمكرمة.