نجت بئر طوى التاريخية الواقعة بحي جرول من أعمال الهدم والإزالة استكمالا لمشروع توسعة تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وذلك لصالح إنشاء أنفاق المشاة المؤدية إلى المسجد الحرام، حيث يتم هدم وإزالة 55 عقارا بجرول لصالح المشروع، في حين بلغ عدد العقارات التي أزيلت بشكل عام لصالح المشروع 1400 عقار حتى مارس الماضي، منها 24 عقارا ضمن مداخل أنفاق المشاة، وتبدأ من الساحات الشمالية للمسجد الحرام، حيث يتجه النفق الشرقي بطول 1100 متر يتجه لجبل دفان «منطقة الحجون»، في حين يتجه النفق الغربي وطوله 900 متر لمنطقة جرول مرورا بمنطقة دحلة حرب. والطوى كلمة فصيحة وتعني البئر المطوية بالحجارة، ومن أسماء الطوى أيضا العد، بكسر العين، وهي كلمة فصيحة أيضا وتعني الموضع الذي يتخذه الناس ويجتمع فيه ماء كثير. واكتسبت البئر أهمية خاصة فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم بات فيها ليلة فتح مكة وانطلقت جيوشه منها إلى داخل مكة من طرق مختلفة. وقال أستاذ تاريخ الجزيرة العربية المشرف العام على وحدة المتاحف بجامعة أم القرى الدكتور فواز بن علي الدهاس: «إن طوى هو أحد أودية مكة الثلاثة التي يتكون منها عمرانها، ويعرف اليوم ببئر طوى بين القبة وريع أبي لهب وهي بئر قديمة مطوية عليها بناء، ويقال أن الذي حفرها هو عبد شمس بن عبد مناف، ثم نثلها «استخرج ترابها» فيما بعد عقيل بن أبي طالب». وأوضح الدهاس أن موقع هذه البئر هو الذي بات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الفتح، وهي نقطة التوزيع التي وزع فيها عليه الصلاة والسلام جيشه القادم لفتح مكة، فأمر الزبير بن العوام رضي الله عنه أن يدخل مكة في بعض الناس من كداء «الحجون»، وأمر خالد بن الوليد رضي الله عنه أن يدخلها من الليط أسفل مكة ومعه من قبائل العرب من غفار وأسلم ومزينة وجهينة، ثم تحرك صلى الله عليه وسلم فاتجه من ناحية أذاخر. وأضاف أن وادي طوى عبر سيله بين الحجون وريع الكحل مارا بجرول حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة أعلاه ريع يسمى اليوم بريع اللصوص، ووسط الوادي العتيبية الحي المعروف، وهذه البئر يشرف عليها من الشرق جبل قعيقعان والجهة التي تشرف عليه تسمى جبل السودان. من جانب آخر، أكد مساعد رئيس لجنة تطوير الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف المهندس عصام تريمي، أن بئر طوى لم تدرج ضمن أعمال الهدم والإزالة التي تشهدها المنطقة. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار كثفت جهودها في تأهيل بعض المواقع التراثية والتاريخية والأثرية في مكةالمكرمة وحمايتها من التعديات، ووضعها أمام الزوار والمعتمرين والحجاج من أجل تمكينهم من الاطلاع على التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية، حيث تم توقيع مذكرة تعاون بين الهيئة وأمانة العاصمة المقدسة في 31 مارس الماضي في مجال تأهيل عدد من المواقع الأثرية والتاريخية والتراثية بمكةالمكرمة، وتستمر لمدة ثلاثة أعوام. وتضمنت الاتفاقية عددا من مجالات التعاون في السياحة والآثار، حيث يشمل المجال الأول تأهيل وتطوير مسار عين زبيدة القريب من مكةالمكرمة، والمركز الحضري بجبل النور، وكذا المركز الحضري بجبل ثور، وبعض الآبار والأسيلة التاريخية والمباني ذات القيمة التاريخية، وأيضا المواقع التاريخية والأثرية بمحافظات ومراكز مكةالمكرمة. وحددت الاتفاقية دور هيئة السياحة والآثار في هذا المجال في إعداد دراسات ومخطوطات حول هذه المواقع، والتعريف بها، وتقديم الدعم الفني والخبرات في مجال تأهيلها وحمايتها من الاندثار وتوثيق معالمها الأثرية، إلى جانب دعم جهود الأمانة في الإشراف على الأعمال التنفيذية التي ستقوم بها في هذه المواقع، في حين يتمثل دور أمانة العاصمة المقدسة في هذه الاتفاقية في إعداد بعض الدراسات والمخطوطات وتأهيل بعض المواقع وتشغيلها، والتنسيق مع الهيئة فيما يخص الاستثمار فيها، والمساعدة في حل الإشكالات المتعلقة بالملكية في هذه المواقع، وإيقاف الزحف العمراني