استمرت اجواء التوتر في محافظة الانبار على رغم عودة بعض مظاهر الحياة الى مراكز المدن، وتواصلت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي في منطقة «جزيرة الخالدية» شرق الرمادي بين عشائر مدعومة من قوات الجيش ومسلحي تنظيم «القاعدة»، وشهدت منطقة الملعب جنوب شرقي الانبار طوال ليل الخميس – الجمعة اشتباكات شاركت فيها مدرعات عسكرية. وحض نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي بريت ماكجيرك، أمس حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على منح عشائر الانبار فرصة الدخول الى سلك الشرطة والجيش. وقال ماكجيرك إن «على الحكومة العراقية حض الشباب إلى عدم الذهاب إلى سورية للقتال هناك». واكد نائب رئيس مجلس محافظة الانبار صالح العيساوي ل «الحياة» ان «العمليات العسكرية الجارية داخل المدن متواصلة وتم تحقيق انجازات كبيرة في الرمادي»، ولفت الى ان «القاعدة تتركز عند اطراف بعض المدن وهي الآن في موقع دفاعي». وذكر ان «القوات الامنية وابناء العشائر هاجموا منطقة البو بالي التي تحيط بها البساتين فضلا عن وعورة ارضها». وافادت مصادر من داخل منطقة الاشتباكات في «الخالدية» بان مئات الاسر في المنطقة تحاول منذ الخميس الخروج من منازلها الى مناطق آمنة خارج المنطقة الا ان كثافة الاشتباكات تمنعها من المغادرة. وفي الفلوجة، التي شهدت للمرة الاولى منذ عام صلاة جمعة في المساجد بدلاً عن ساحات الاعتصام، قال شهود عيان ان المظاهر المسلحة اختفت داخل المدينة لكن اشتباكات متقطعة تجري في ضواحيها خصوصاً في منطقة الكرمة، التي يتوقع ان يدخلها الجيش خلال ساعات بعد حشود قرب المنطقة استمرت اياماً. واعلنت وزارة الداخلية العراقية، في بيان، ان»قوة من عمليات بغداد قتلت المدعو عبد الرحمن وهو السائق الشخصي المسؤول عن ايواء المسمى امير دولة العراق الاسلامية المجرم ابو بكر البغدادي في قضاء الطارمية شمال بغداد». في الجانب السياسي اعلن ائتلاف «متحدون» الذي يتزعمه رئيس البرلمان اسامة النجيفي تأييده التام للمبادرة التي اطلقها زعيم «المجلس الاسلامي الاعلى» عمار الحكيم باسم «انبارنا الصامدة». وقال في بيان «نتفق مع هذه المبادرة جملة وتفصيلا ونبارك هذا الجهد الوطني الأصيل فالمبادرة واضحة في كل بنودها تنسجم مع المنطق والقانون والأخلاق». وتتضمن مبادرة الحكيم رصد 4 بلايين دولار لاعمار الانبار، وتشكيل مجلس اعيان للمدينة وقوات عشائرية للدفاع الذاتي. وفي نيويورك، حض الامين العام للام المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على «ممارسة ضبط النفس في استخدام القوة واحترام حقوق الإنسان» وانتهاج «سياسة جامعة وتعزيز المصالحة بين المكونات العراقية ومعالجة هواجس غير الراضين عما يجري» في العراق. ودان «العنف في الأنبار»، معتبراً أن على الحكومة العراقية «مسؤولية حماية كل المدنيين من العنف والإرهاب وممارسة ضبط النفس في استخدام القوة واحترام حقوق الإنسان». في موازاة ذلك، اقترحت الولاياتالمتحدة مشروع بيان رئاسي في مجلس الأمن يدعم «جهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، كما يدعم جهود «قادة القبائل في منطقة الرمادي لإنهاء العنف والأعمال الإرهابية". ويستنكر مشروع البيان الذي صيغ بالتنسيق مع البعثة العراقية في الأممالمتحدة «الهجمات الإرهابية في الرمادي والفلوجة ويدين الإرهاب ويدعم جهود قوات الأمن العراقية وقادة القبائل في محاربة تنظيم داعش»، بحسب ديبلوماسيين في المجلس. كما يدعم مشروع البيان «الحكومة العراقية في معالجة التحديات الأمنية التي تواجه العراق».