حسمت أمس المنافسة الحادة والطويلة على منصب المدير العام ل «منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) بفوز المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا على المرشح المصري وزير الثقافة فاروق حسني بغالبية 31 صوتاً في مقابل 27 صوتاً في جولة الاقتراع الخامسة والأخيرة. وأدت خسارة مرشح مصر والعرب الى شعور بالإحباط في أوساط الاعلاميين المصريين الذين احتشدوا في مقر المنظمة في باريس منذ اكثر من اسبوع لمتابعة المعركة، وكذلك في اوساط المندوبين العرب لدى اليونيسكو الذين بذلوا جهوداً مضنية لاقناع زملائهم بالتصويت لحسني. وقال الناطق بإسم حملة الوزير المصري حسام نصار ان «النتيجة كانت ثمرة اتفاق اللحظات الاخيرة بين الدول العظمى على عدم تمكين فاروق حسني من الفوز بالمنصب». وسبقت جولة التصويت امس اتصالات مكثفة قام بها الوفد المصري والمجموعة العربية، لكن النتيجة حسمت لمصلحة السفيرة البلغارية ومندوبة بلادها لمدى المنظمة لاسباب عدة تتعلق بكونها اوروبية وأصغر سناً وسيرتها أقل اثارة للجدل من حسني الذين تعرض لحملات من أوساط صهيونية واسرائيلية. وبعد اعلان النتيجة، قالت بوكوفا التي اصبحت أول امرأة تحتل منصب المدير العام لليونيسكو انها «تهنئ حسني على ادائه وتكن له الكثير من الاحترام وكذلك للمرشحين الآخرين»، واشارت الى ان كل المرشحين «عرضوا افكاراً جيدة لمستقبل اليونيسكو» وانها «ستستوحي منها في عملها». وتعتبر بوكوفا (57 سنة) من الديبلوماسيين البلغار اللامعين. تلقت تأهيلها في معهد العلاقات الدولية في موسكو الذي كان يعد من المؤسسات الراقية التي تتولى اعداد كوادر الاحزاب الشيوعية، وكان الالتحاق به نوعاً من الامتياز الخاص بالنخبة. وعملت بعد تخرجها في العام 1976 في وزارة الخارجية البلغارية وتدرجت في مناصب عدة بينها منصب سكرتيرة ثالثة لدى البعثة الدائمة لبلغاريا في الاممالمتحدة. وتولت بعد ذلك رئاسة احدى الدوائر في وزارة الخارجية ثم سكرتيرة اولى للوزارة. وعند سقوط جدار برلين والتحولات التي تلته في دول الكتلة الاشتراكية السابقة، قررت بوكوفا خوض المعترك السياسي، فانتخبت عضواً في البرلمان البلغاري ثم ترشحت لمنصب نائب رئيس الجمهورية عن الحزب الاشتراكي سنة 1996. تعرف بوكوفا بالديناميكية والطموح الى جانب ثقافتها الواسعة، وهي وضعت تقارير عدة مميزة عن التوترات العرقية في البلقان وتوسيع الاتحاد الاوروبي.