لا تكاد الابتسامة تفارق وجه شليويح المري رغم فقدانه إحدى ساقيه بخطأ طبي قبل نحو ثمانية أعوام، ما جعله يعيش ظروفاً «صعبة جداً» في ظل ارتفاع الأسعار، فيما يعول عائلة مكونة من زوجة وخمسة أبناء، وجميع أبنائه في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية، إلا أنه لم يشكُ إلى أحد «إلا لله سبحانه وتعالى». ويقول شليويح: «الشكوى إلى غير الله مذلة، وأهل الخير في هذه البلاد كثيرون ويستطيعون مساعدتنا في حال معرفتهم بحالنا من دون أن نمد أيدينا ونشكو». ولا يتجاوز دخل المري، الشهري 2435 ريالاً، منها 1985 ريالاً هي راتبه التقاعدي من الحرس الوطني، و450 ريالاً تدعمه بها جمعية النعيرية الخيرية، ويلفت إلى أن هذا المبلغ «لا يكفي أسرة مكونة من سبعة أشخاص»، مشيراً إلى رفض جمعية المعوقين الخيرية دعمه رغم إعاقته لأن عمره تجاوز 45 عاماً، كما رفض «الضمان الاجتماعي» مساعدته لأنه يحصل على راتب تقاعدي. ويذكر المري أن حياته يجتمع فيها «الفقر والمرض ومحطات من المآسي» التي بدأت منذ ثمانية أعوام بسبب خطأ طبي تعرض له، حين أصيب ب«الفشل الكلوي المفاجئ»، أعقبه تعرض إحدى قدميه لمرض «الغرغرينا»، ما دعا الأطباء إلى اتخاذ قرار عاجل ببترها. ويؤكد: «تغيرت حياتي ولم أستطع القيام بالمتطلبات الأساسية لي ولأسرتي، وزادت الدنيا من أوجاعي حتى تبرع أخي بإحدى كليتيه وتم زرعها لي والحمد لله على كل حال». كما تحاصر الديون شليويح، بعد أن تراكمت عليه من كل جهة، ولم يستطع سدادها، إذ وصلت إلى نحو 114 ألف ريال ناجمة عن «شراء أثاث لمنزلي ومديونية لدى أحد المصارف ومشتريات متراكمة من أحد محال التموين والخضراوات، وغيرها من الديون المثبتة لدي»، مضيفاً: «مررت في الكثير من الظروف والمعاناة، طيلة الأعوام الثمانية الماضية، وأدخلت على إثرها المستشفى مرات عدة، وبقيت أصارع الموت في العناية المركزة لأكثر من شهرين، بين معاناة الفشل الكلوي والغرغرينا». ويضيف: «لن أنسى ما حييت موقف أخي الذي تبرع لي بكلية، وأنهى معاناتي مع الغسيل الذي كنت أقوم به ثلاث مرات في الأسبوع، ويستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات تحت أجهزة الغسيل فضلاً عن صعوبة الخروج من المنزل والوصول إلى مركز الغسيل، خصوصاً أنني أسير بقدم واحدة وأتكئ على أخرى اصطناعية، وأجد صعوبة في التحرك بعد زيادة وزني». ويستطرد المري: «الحمد لله تحسنت أوضاعي الصحية لكنني بقيت أصارع ظروف الحياة وتكاليف المعيشة التي وقفت أمامها عاجزاً، لولا ما يجود به المحسنون من أهل الخير في بعض المواسم»، مشيراً إلى أن وضعه الصحي يتطلب مراجعة مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام كل شهر للاطمئنان على وضعه بعد إجراء الجراحة، إلا أن ظروفه المادية تقف حجر عثرة أمامه، ما يفوت عليه بعض المواعيد رغم أهميتها. ويعتبر شليويح الذي وقع عقده في صندوق التنمية العقاري لنزول قرضه من الصندوق «هماً» ينتظره بعد عام ونصف العام من الآن، «وقّعت على العقد مقابل تسديده بعد مضي 24 شهراً بمبلغ 1666 ريالاً شهرياً تستمر طيلة حياتي»، متسائلاً: «هل يتحمل دخلي المتواضع دفع هذا القسط»؟، مثنياً على أحد فاعلي الخير الذي «دفع إيجار منزلي السابق طوال الأعوام الخمسة الماضية، بمبلغ 15 ألف سنوياً».