الفقر والمرض والفاقة .. مآس وآلام وفصول من المعاناة اجتمعت في حياة شليويح المري وتكالبت عليه، .. ويعول شليويح أسرة مكونة من زوجته وأربعة أبناء وابنة ويسكن في بيت بالإيجار بالإضافة إلى ظروفه الصعبة، ولقد بدأت معاناته بإصابته بفشل كلوي مفاجئ أعقبه تعرض إحدى قدميه لمرض الغرغرينا التي دعت الأطباء إلى اتخاذ قرار عاجل لبترها قبل أن يستشري هذا المرض في جسده، فهو الآن يعيش بقدم طبيعة واحدة وأخرى صناعية، الأمر الذي تسبب في إعاقة حركته بشكل كبير وبقائه لساعات طويلة في المنزل باستثناء بعض الأوقات التي يخرج فيها لبعض شأنه بصعوبة بالغة، واستطاع شليويح بفضل الله تعالى أن يتخطى مرض الفشل الكلوي الذي تعرض له بإجراء عملية زراعة مازال يتابع مواعيدها في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام كل شهرين تقريبا، ولكنه يعاني كثيرا كما يقول من وضعه المادي وتراكم الكثير من الديون التي أوقفته أمامها عاجزا، ويقلقه في هذا الجانب كثيرا القسط الشهري للسيارة التي اشتراها من إحدى البنوك المحلية والذي بات تأخير سدادها لأكثر من أربعة أشهر أمرا يستدعي سحبها من بين يديه كما يهدده بذلك البنك الذي لا يفرق بين صاحب الظروف الخاصة من غيره"، وحول حالته وتفاصيل قصته يقول المري :" مررت بالكثير من الظروف والمعاناة التي صاحبتي طيلة السنوات الأخيرة الماضية، وأدخلت على أثرها للمستشفى عدة مرات وبقيت أصارع الموت في العناية المركزة لأكثر من شهرين بين معاناة الفشل الكلوي والغرغرينا التي فقدت إحدى قدمي بسببها"، وأردف شليويح قائلا :" لن أنسى ما حييت موقف أخي الذي تبرع لي بزراعة كلية، وأنهى معاناتي مع الغسيل الذي كنت أقوم به لثلاث مرات في الأسبوع وأمكث الوقت الذي يمتد لثلاث وأربع ساعات تحت أجهزة الغسيل، ولكم أن تتخيلوا الصعوبة التي أجدها في الخروج من المنزل والوصول إلى مركز الغسيل، خاصة وأنا أسير بقدم واحدة وأتكئ على أخرى صناعية مستهلكة وأقوم بخياطتها دائما"، وأثنى شليويح على الله عز وجل وحمده بتحسن حالته الصحية التي خرج منها ليبقى يصارع ظروف الحياة وتكاليف المعيشة التي وقف أمامها عاجزا في كثير من الأحيان لولا ما يجود به المحسنون من أهل الخير في بعض المواسم، وأشار المري إلى وضعه الصحي الذي يتطلب مراجعة المستشفى التخصصي بالدمام للاطمئنان دوما على حالته ما بعد إجراء العملية، إلا أن ظروفه المادية تقف حجر عثرة أمامه مما يفوت عليه بعض المواعيد رغم أهميتها، واعتبر شليويح المري إيجار المنزل الذي يقطنه مع أسرته هماً يبيت ويصبح معه في الوقت فيما يطالبه فيه صاحب المنزل مبلغ 21 ألفا لإيجار عام فائت لم يستطع شليويح سداده، متأملا أن يزول همّه بنزول قرض صندوق التنمية بعد ثلاثة أو أربعة أشهر ويقوم بإنشاء منزل يجمع عليه أسرته ويعيش معهم وقد خفت وطأة الهم والغم، ومع هذه الفرحة المرتقبة بنزول القرض إلا أن مشكلة أخرى تنتظر شليويح كما يقول وهي عدم وجود أرض ينشئ عليها منزله السكني لقيامه ببيع المنحة السكنية التي سبق وأن حصل عليها قبل عدة سنوات بمبلغ زهيد نظرا لحاجته وظروفه التي دعت إلى ذلك، وفي هذا يقول شليويح :" كلي أمل أن أجد أرضا سكنية، خاصة وأن ظروفي لا تسمح لي بشراء أرض مع الارتفاع الباهظ لأسعار الأراضي التي وصلت لأكثر من 200 ألف بالنعيرية، وأن أجد كذلك من يساعدني بدفع الإيجار الذي يثقل كاهلي دائما، كما آمل أن تتم مساعدتي بسداد أقساط السيارة التي تنقلني مع أسرتي .. والتي بقي منها 69400 ريال"، مشيرا إلى أهمية السيارة بالنسبة له ولأسرته في قضاء حوائجهم ومعاناة القسط الشهري التي تنتظره نهاية كل شهر والتهديد بسحب السيارة من بين يديه "