زار امس موفدان من قوى 8 آذار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في خطوة تؤشر الى اعادة الحرارة الى الاتصالات السياسية المقطوعة في شأن مسألة تشكيل الحكومة العتيدة. والتقى سليمان المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله حسين خليل، وذلك غداة لقاء ليلي بين سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام. وأوضح المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري ان البحث تركز على «التطورات السياسية والحكومية الراهنة». ولاحقاً، سربت معلومات عن مصادر متابعة لحركة التأليف اشاعت اجواء ايجابية، ونقلت اذاعة «صوت لبنان» عن هذه المصادر ان «الأجواء تأخذ منحى ايجابياً، وأن البحث يستند الى صيغة 8 - 8 - 8 ولمواقف صادرة عن كل الأطراف حول ان هذه الصيغة ايجابية»، لكن المصادر رفضت الدخول في مواعيد بالنسبة الى صدور التشكيلة الحكومية». وأكدت مصادر رئاسة الجمهورية بعد زيارة الخليلين «ايجابية الأجواء والبحث الجدي في صيغة الثلاث ثمانيات». ونفت المصادر ان يكون سلام حمل اي تشكيلة حكومية على عكس ما تم التداول به في الإعلام. وأشارت المصادر الى ان اللقاء مع الخليلين «خلص الى تأكيد عودة التداول بصيغة 8-8-8»، وشددت المصادر على «ان مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأخيرة في هذا الاتجاه فتحت ثغرة جديدة في جدار التأليف». ونقلت عن سليمان «لمسه وجود جدية لدى الأطراف للبحث في الملف الحكومي ما يمهد الى التأليف قبل نهاية الشهر الحالي على رغم عدم نهائية الشكل الذي ستتخذه الحكومة العتيدة». وقالت مصادر سياسية مواكبة للمشاورات إن التقدم الحاصل لن يشمل البحث في الخطوات اللاحقة إلا بعد التأكد من التزام الأطراف بصيغة 8-8-8 من دون الالتفاف عليها من قوى 8 آذار للحصول على الثلث الضامن، وإنما بشكل مقنع على غرار ما حصل مع حكومة الرئيس سعد الحريري التي أطيح بها جراء انضمام وزير الدولة آنذاك عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الوزراء المنتمين الى 8 آذار. وقالت إن الانتقال للبحث في الخطوات اللاحقة يتوقف على حسم الموقف من تركيبة الحكومة قبل الدخول في مناقشة إشراك «حزب الله» فيها ومضمون البيان الوزاري وتوزيع الحقائب على أساس اعتماد مبدأ المداورة. وأشارت الى أن الخليلين عرضا وجهة نظرهما من تأليف الحكومة وإلى أن سليمان جدد دعمه كل توافق لقيام حكومة جامعة. وأنه وسلام يعطيان بعض الوقت للمشاورات الجارية لعلها تتوصل الى نتائج إيجابية قبل البحث في خيارات بديلة. وأضافت أن سليمان يفضل أن تتشكل الحكومة الجامعة من 8+8+8، لكن إذا تعذر الوصول الى توافق حولها، فإنه لن يبقي البلد من دون حكومة. وكشفت أن بري يدعم حكومة من 8+8+8 وأنه على استعداد لأن يصرف نظره عن مطالبته بتدوير الزوايا للوصول الى هذه الصيغة. وقالت إن حضور الخليلين الى بعبدا يؤكد أنهما يحظيان بتكليف من الثنائية الشيعية، لكن لم يعرف ما إذا كان التكليف يشمل القوى الأخرى في 8 آذار وتحديداً «التيار الوطني الحر» و«تيار المردة». ولفتت المصادر أيضاً الى أن قوى 14 آذار وعلى رأسها «المستقبل» تتواصل مع النائب وليد جنبلاط ممثلاً بالوزير وائل أبو فاعور وهو يتواصل مع بري. وتابعت أن التواصل بين 14 آذار وبري متوقف وأن جنبلاط يلعب دور الوسيط بينهما وأن بري يتشاور باستمرار مع حلفائه في 8 آذار. وينطبق الأمر نفسه على سلام. وبالنسبة الى موقف 14 آذار، أكدت المصادر المواكبة أن الحريري على تواصل مع القيادات فيها وأن السؤال المحوري يدور حول كيف تترجم 8 آذار موقفها من 8+8+8 وأن سلام يطرح السؤال نفسه. وهل ستلجأ بعد موافقتها الى الالتفاف عليها بالضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف للحصول على وزير إضافي يؤمّن لها الثلث الضامن ويكون من حصة سليمان. وقالت مصادر في 14 آذار إنها لم تتلق أي جواب واضح على سؤالها عن الموقف النهائي ل8 آذار من التركيبة الوزارية، هذا قبل البحث في الخطوات الأخرى بدءاً بالتمثيل المباشر ل «حزب الله» في الحكومة. ويفهم من موقف 14 آذار أنها ليست في وارد أن تغلق الباب في وجه تحرك جنبلاط الذي لا يحمل مبادرة شخصية وإنما يحاول القيام بدور الوسيط، على رغم أن مصادر مواكبة نقلت عن رئيس المجلس استعداده لتطبيق المداورة في توزيع الحقائب والالتزام بإعلان بعبدا على أن تحال الاستراتيجية الدفاعية ومن ضمنها سلاح «حزب الله» على طاولة الحوار. وكان موقع «النشرة» الإلكتروني نقل عن بري تركيزه «على ضرورة تأليف حكومة توافقية جامعة، ليس فقط من اجل ضمان مشاركة الجميع فيها وأن تكون فاعلة، بل من أجل ضمان الاستحقاق الرئاسي والتمهيد له بشكل مناسب». وعن المساعي التوفيقية لتأليف الحكومة، قال بري «أن ما يجري العمل عليه الآن هو تدوير زوايا صيغة 8-8-8»، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل. وعن طرح «وزير ملك» لكل فريق ضمن الحصة الوسطية، قال: «انقلوا عني أنّ اقتراحي لا علاقة له بهذا الطرح». ونبه الى «أنّ عزل حزب الله يعني عزل حركة «أمل» أي عزل الأكثرية الساحقة من الطائفة الشيعية». وسأل: «هل يريدوننا أن نخرج عن طورنا؟».