ارتفع إلى 221 شخصاً عدد قتلى وجرحى الغارات التي شنتها مقاتلات النظام السوري على مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد أول من أمس، في وقت دارت مواجهات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في جنوب البلاد ووسطها وقرب دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى ما لا يقل عن 95 شخصاً بينهم 52 مدنياً عدد الشهداء الذين قضوا أمس» في غارات النظام التي استهدفت مواقع مختلفة في المدينة، مضيفاً أن نحو 121 شخصاً آخر أصيبوا بجروح. وذكر أن «عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد يكونوا قتلوا في هذه الغارات». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن بعض المواقع التي تم استهدافها في هذه الغارات التي بلغ عددها نحو عشر غارات «تقع قرب مراكز لتنظيم الدولة الإسلامية» الجهادي المتطرف «الذي يقيم مراكزه بين المدنيين». وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 63 شخصاً غالبيتهم من المدنيين. وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون في الرقة جثثاً في شارع قرب أحد المواقع المستهدفة في حين هرعت سيارة إسعاف إلى المكان. والرقة هي مركز المحافظة الوحيدة الخاضعة لسيطرة «داعش» في شكل كلي في سورية، بحيث أصبحت معقله الرئيسي. وظلت المدينة في منأى عن غارات النظام لعدة أشهر على رغم شنه ضربات جوية ضد معاقل «داعش» في شمال سورية وشرقها منذ الصيف الماضي. وكان «المرصد» أعلن في السادس من أيلول (سبتمبر) الماضي أن ثماني غارات على الرقة أسفرت عن مقتل 53 شخصاً معظمهم من المدنيين. في وسط البلاد، قال «المرصد» إن اشتباكات دارت بين «قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر، شمال بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، التي تسيطر عليها قوات النظام في محاولة منها التقدم نحو معسكر الخزانات في ريف إدلب الجنوبي، الذي تسيطر عليه جبهة النصرة والكتائب الإسلامية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». في دمشق، دارت بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في مزارع بلدة زبدين ومعسكر الريحان في الغوطة الشرقية، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في مزارع تل كردي قرب مدينة دوما»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى «مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى على أطراف مدينة حرستا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات». وقال نشطاء معارضون انه «قتل عشرات العناصر من قوات النظام وجرح آخرون خلال اشتباكات مع الجيش الحر وكتائب إسلامية في حي جوبر شرق دمشق». وأفاد «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أن مقاتليه «بالاشتراك مع الجيش الحر تصدوا لمحاولة قوات النظام للتسلل إلى الحي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الأخيرة». بين دمشق وحدود الأردن، استمرت أمس «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الكتائب الإسلامية. كما تعرضت مناطق في بلدة داعل لقصف من قبل قوات النظام، في حين اعتقلت قوات النظام شابين اثنين على حاجز لها في حي السبيل واقتادتهم إلى جهة مجهولة، في وقت تعرضت مناطق في بلدة الجيزة لقصف من قوات النظام». من جهتها، أفادت شبكة «سمارت» المعارضة بحصول «مواجهات عنيفة في الحارة الشرقية من مدينة الحارة في ريف درعا، بعد محاولة قوات النظام التقدم في المنطقة، سقط خلالها عشرات القتلى في صفوف الأخيرة، إضافةً لتدمير ثلاث دبابات». وأضافت: «ارتفع إلى أربعة عدد البراميل المتفجرة، التي ألقاها الطيران المروحي على أحياء المدينة». في شمال البلاد، قالت «سمارت» إن مدنياً قتل وجرح ستة آخرين ب «قصف صاروخي على حي باب النيرب بمدينة حلب، ذلك أن قوات النظام قصفت بالصواريخ أبنية سكنية في الحي من مطار النيرب العسكري، ما أسفر عن مقتل مدني وجرح ستة آخرين بينهم امرأتان، أسعفوا إلى مشفى ميداني قريب». وفي شمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام بقذائف هاون مناطق في قرية الرامي في جبل الزاوية في ريف إدلب، في وقت دارت «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة وجبهة النصرة ومقاتلي جند الأقصى من جهة أخرى على أطراف بلدة معرزيتا فيريف إدلب الجنوبي وسط أنباء أولية عن سيطرة الأخير على أجزاء من البلدة».