ارتفع إلى سبعة آلاف عدد القتلى خلال ستة أشهر من المواجهات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب معارضة كان آخرهم ثمانية أعدمهم التنظيم شمال سورية أمس، في وقت اندلعت أول اشتباكات بين «داعش» وكتائب معارضة شرق دمشق قرب موقع المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري. وقال المرصد في بريد إلكتروني إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام أعدم ثمانية رجال أمس (السبت) بتهمة انتمائهم للكتائب المقاتلة في بلدة دير حافر في ريف حلب الشرقي، حيث قام بصلبهم وأبقى عليهم في الساحة العامة في البلدة، على أن يبقيهم مصلوبين لثلاثة أيام». وأشار المرصد إلى أن «الدولة الإسلامية» قامت كذلك «بصلب رجل حي في إحدى الساحات العامة في مدينة الباب في ريف حلب، وأبقته مصلوباً لثماني ساعات بتهمة (الإدلاء) بشهادة زور». وتدور منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي معارك بين تشكيلات من المعارضة السورية، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يتهمه المعارضون بارتكاب ممارسات «مسيئة» تشمل أعمال الخطف والقتل والإعدام، إضافة إلى محاولة التفرد بالسيطرة في مناطق تواجده وتشدده في تطبيق الشريعة. وسيطر التنظيم الذي يقول خبراء إنه يسعى إلى اقامة «دولة إسلامية» في مناطق وجوده في سورية والعراق، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه خلال الأسبوعين الماضيين اثر هجوم كاسح. وأفاد «المرصد» أمس أن اشتباكات دارت في محيط بلدة حمورية في الغوطة الشرقيةلدمشق، بين «الدولة الإسلامية» ومقاتلين من «جيش الإسلام»، أحد مكونات «الجبهة الإسلامية» التي تعد أبرز التشكيلات المقاتلة ضد النظام، وتخوض مع تشكيلات أخرى المعارك ضد «داعش». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن هذه الاشتباكات «هي الأولى في ريف دمشق بين الدولة الإسلامية وكتائب إسلامية مقاتلة» منذ اندلاع المعارك بين المعارضة المسلحة وتنظيم «داعش»، التي كانت تنحصر خصوصاً في شمال سورية وشرقها. وكان «المرصد» أفاد بأن «اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة دارت بين مقاتلين من جيش الإسلام ومقاتلين من الدولة الإسلامية من طرف آخر قرب بلدة المليحة التي تحاول قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ نحو 3 أشهر التي تشهد اشتباكات يومية مع الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وقصفاً جوياً وقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، وقصف بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات». وشهدت الأيام الأخيرة توتراً بين «داعش» و «جيش الإسلام» الذي اتهم التنظيم بتفجير سيارة مفخخة في معقله (جيش الإسلام) شرق العاصمة واغتيال قاض كان انشق عن «داعش». ونقلت شبكة «سمارت» المعارضة عن «غرفة عمليات أهل الشام» اتهامها تنظيم «الدولة الإسلامية» بتسهيل سيطرة قوات النظام على قريتين في ريف حلب الشرقي. وكانت قوات النظام سيطرت على قريتي المقبلة والرحمانية أمس عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «أهل الشام»، ثم أعلنت «جبهة النصرة» استعادة السيطرة على قرية الرحمانية، وأسر عنصرين من قوات النظام، بعد تسلل الباقين إلى قرية المقبلة. في شمال شرقي البلاد، قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية» حيث استهدف الصاروخ الأول مدرسة تسكنها أسر نازحة على سفح جبل البصيرة واستهدف الصاروخ الآخر جبل البصيرة، بحسب «المرصد» الذي أفاد بأن الطيران شن غارة على بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية». واستمرت المواجهات بين «داعش» ومقاتلي المعارضة في مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية بعدما شنت مقاتلو المعارضة هجوماً مضاداً لاستعادة المدنية من «داعش» بعد اتفاقه مع فصيل انشق عن «النصرة». في الرقة قرب دير الزور، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على الأقل على منطقة قرب مقر «الدولة الإسلامية»، في حين قصف مقاتلو التنظيم مقر الفرقة 17 التابعة للنظام السوري في ريف الرقة. في غضون ذلك، كشف «المرصد» أن ستة أشهر من الاشتباكات بين «داعش» وباقي الفصائل أدت إلى مقتل سبعة آلاف شخص، موضحاً: «ارتفع إلى 5641 عدد الذين قتلوا منذ فجر يوم الجمعة الثالث من شهر كانون الثاني من العام الحالي وحتى منتصف ليل يوم أمس الجمعة الموافق ل 28 من الشهر الجاري ذلك خلال تفجير السيارات والعبوات والأحزمة الناسفة والاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية من طرف، ومقاتلي كتائب وألوية إسلامية مقاتلة وكتائب وألوية مقاتلة وجبهة النصرة من طرف آخر في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص والحسكة». وأشار إلى أن القتلى «605 مواطنين مدنيين قضوا بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين، وفي قصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ محلية الصنع، وتفجير سيارات مفخخة في عدة مناطق، 68 منهم على الأقل أعدمهم الدولة الإسلامية في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة»، إضافة إلى «2764 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة و 2196 مقاتلاً من الدولة الإسلامية». كما عثر على «76 جثة لرجال مجهولي الهوية في مقار للدولة الإسلامية في محافظات دير الزور والحسكة إدلب وحلب». وقال «المرصد» إنه يعتقد أن عدد الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات «أكثر بنحو 1200 مقاتلاً و 150 مدنياً، من الرقم الذي تم توثيقه، وذلك بسبب التكتم الشديد، على الخسائر البشرية».