طالب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي المجتمع الدولي الإثنين باحترام قرارات بلاده. وقال فهمي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في العاصمة الجزائرية ان "القرار المصري اعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية هو قرار مصري... أعلناه وأبلغنا الدول العربية وبنبلغ الآخرين". وأضاف أن "المطلوب من الدول العربية أو المجتمع الدولي احترام المعاهدات والاتفاقيات المعقودة في هذا الصدد. هذا هو المطلوب. نحن نحترم تعهداتنا الدولية ونحترم القانون الدولي ونطالب الآخرين بالشيء نفسه". وكانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً في وقت سابق قالت فيه إنها لن تسمح لأي ظرف خارجي بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية. وذكر فهمي في المؤتمر الصحافي أن بلاده تحترم تيار الإسلام السياسي ما دام في إطار القانون. وقال الوزير: "لا شك أن هناك تيار سياسي إسلامي أو ما يسمى بالتيار السياسي الإسلامي في مصر كما هو موجود في دول كثيرة. وهو ليس محصورا في الإخوان المسلمين. فإذا كان هناك رؤى سياسية تسمي نفسها تياراً سياسياً إسلاميا نحن نحترم ذلك طالما كان هناك احترام للقانون... فيما يخصنا القانون المصري والرغبة في إقامة دولة حضارية مفتوحة للجميع وتعمل في إطار ديموقراطي. ونحن نستكمل المؤسسات الديموقراطية.. أول خطوة إن شاء الله هي الدستور في منتصف هذا الشهر". وأوقعت اشتباكات اندلعت الجمعة في القاهرة ومدن مصرية أخرى بين قوات الأمن ومؤيدين لجماعة "الإخوان المسلمين" 17 قتيلاً وعشرات المصابين وأشعل مؤيدون للإخوان النار في بضع سيارات للشرطة ومكتب أمني. وتنفذ الحكومة المصرية المؤقتة المدعومة من الجيش حملة أمنية صارمة ضد جماعة "الإخوان المسلمين". وقال فهمي في الجزائر رداً على سؤال عن الأوضاع الأمنية في مصر التي سيجرى فيها استفتاء يومي 14 و15 كانون الثاني (يناير) على تعديل الدستور إن الحكومة اتخذت إجراءات صارمة لتأمين الاستفتاء. وقال الوزير: "هناك سؤال عام عن الوضع الأمني. الوضع الأمني في مصر أعتقد أن هناك ترتيبات أمنية دقيقة وحاسمة لضمان الترتيبات الخاصة بالاستفتاء وإن شاء الله يمر بسلام ويكون هناك مشاركة واسعة وتأييد للدستور تعبيرا عن رغبة مصرية صادقة لجمع المجتمع المصري نحو بناء مستقبل أفضل". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن الوزارة استدعت رئيس بعثة المصالح الإيرانية في القاهرة الاثنين للاحتجاج على تصريحات لبلاده عن الأوضاع في مصر. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية السبت عن مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية تعبيرها عن قلق بلادها إزاء تصاعد حدة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مصر. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد استدعت سفير قطر لدى القاهرة السبت للاحتجاج على بيان للخارجية القطرية انتقد الحملة على "الإخوان المسلمين" وإعلانهم جماعة إرهابية. وكانت قطر داعماً قوياً للرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز (يوليو). وتدهورت علاقاتها مع القاهرة منذ عزل الجيش مرسي. وقال نبيل فهمي خلال المؤتمر الصحافي في العاصمة الجزائرية "الموقف مع قطر... لا شك أن الموقف مع قطر الحقيقة يسير في طريق غير سوي. التصريح اللي صدر من الخارجية القطرية أخيراً. شيء غير مسبوق من حيث أنه صادر عن مؤسسة رسمية حكومية فضلا عن أن مضمونه مليء بالأخطاء والتجاوزات المرفوضة. إذن التصريح مرفوض شكلا وموضوعا". وتابع: "هناك إجراءات اتخذت من قبل مصر تجاه ذلك أو نتيجة لذلك من ضمنها استدعاء السفير القطري وقيام سفيرنا في قطر بنقل رفضنا الكامل للتصرفات القطرية. وهناك أمور أخرى ندرسها الآن وسنتخذ فيها قرار تباعا. إنما تدخل أي دولة.. إذا كنا نصبو دائما ونتطلع دائما للتعامل بشكل خاص مع الأشقاء العرب.. فتدخل أي دولة في الشأن المصري مرفوض ولن يمر مرور الكرام". ويخرج مؤيدو جماعة الإخوان في احتجاجات شبه يومية بالشوارع منذ عزل الرئيس مرسي الذي ينتمي إلى الجماعة.