وصفت رئاسة إقليم كردستان مشروع قانون يدرسه الكونغرس الأميركي يتيح للبيت الأبيض تسليح قوات «البيشمركة» من دون الرجوع إلى بغداد، ب «التاريخي» ويؤسس لتحالف طويل الأمد بين الجانبين. من جهة أخرى، نفذت قوات التحالف غارات على أهداف لتنظيم «داعش» بالتزامن مع اشتباكات تخوضها قوات «البيشمركة» في سهل نينوى. وأجرى وفد من الإقليم مؤلف من رئيس ديوان الرئاسة فؤاد حسين ومسؤول العلاقات الخارجية فلاح مصطفى، محادثات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن حول مشروع قرار يدرسه الكونغرس وينص على تخويل البيت الأبيض تسليح «البيشمركة مباشرة من دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية في بغداد. وأشاد حسين في بيان ب «دور الكونغرس في تقديم المشروع التاريخي الذي لا يقتصر على إظهار التزام أميركا في محاربة الإرهاب، بل يؤكد التحالف الطويل الأمد بين الولاياتالمتحدة و شعب إقليم كردستان». وجاء في البيان أن «القرار رقم 5747 والحائز على موافقة الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) في مجلس النواب الأميركي عرضه رئيس لجنة الشؤون الخارجية إد رويس وعضو الكونغرس البارز أليوت أنغل». ويفوض مشروع القرار، في حال إقراره، البيت الأبيض إرسال أسلحة ثقيلة من دون المرور ببغداد، ويمنح الرئيس باراك أوباما صلاحية توفير أسلحة و «ما يراه مناسباً» للإقليم لمدة ثلاثة سنوات من دون الرجوع إلى الكونغرس. وسبق أن وجّه حسين خلال زيارته واشنطن، انتقادات إلى «تردد» الإدارة الأميركية في دعم الأكراد بضغوط من بغداد»، وأعرب عن أمله في أن «يغير الكونغرس المقبل هذه السياسة»، وأكد «صعوبة استعادة مناطق من داعش من دون توافر أسلحة ثقيلة». وعلى الصعيد الميداني، تجدد المواجهات بين «البيشمركة» ومسلحي «داعش» في محور سهل نينوى، وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» سعيد مموزيني ل «الحياة»، إن «الإرهابيين شنوا صباح اليوم (أمس) هجوماً في محور ناحية بعشيقة، وتمكنت البيشمركة من قتل نحو 20 من المهاجمين بينهم عنصران يحملان رتبة أمير»، مشيراً إلى «توجيه طائرات التحالف ضربات إلى مواقع التنظيم في المحور». من جانبه ذكر مسؤول فرع الموصل للحزب المذكور عصمت رجب، أن «قيادياً بارزاً في داعش يدعى أبو حسن الجزراوي، سعودي الجنسية وأحد مؤسسي التنظيم، قتل في قصف جوي استهدف موكباً كان متوجهاً من قضاء البعاج إلى مركز مدينة الموصل». وجاء بالتزامن مع تقرير نشرته صحيفة «سبق» السعودية أكدت فيه «قتل الجزراوي واسمه الحقيقي عمر الجريس، بعد أن تلقت أسرته تبليغاً بمقتله». في الأثناء، أفاد شهود في الموصل بأن «طائرات عراقية ألقت منشورات تدعو الأهالي إلى دعم القوات الأمنية في استهداف مواقع داعش عبر تقديم معلومات لتسريع عملية الحسم»، وأكدوا أن المنشور تطرق إلى «قرب موعد مجيء القوات الأمنية». وتأتي هذه التطورات، وسط تحفظات أبداها أعضاء في مجلس محافظة نينوى من «حساسية» إشراك قوات شيعية أو من «البيشمركة» في عملية استعادة الموصل، في المقابل قال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إن «المكونات العراقية لم يبق لديها أي شعور بالانتماء إلى الدولة»، وزاد أن «الشيعة غير مستعدين للتعرض للقتل من أجل الموصل، والسنة غير مستعدين للقتال في النجف وكربلاء، والأكراد غير مستعدين للتعرض إلى القتل من أجل الموصل، ما يتطلب خلق وضع جديد لإدارة البلاد».