شهد اليوم الثاني المخصص للتصويت النسائي في انتخابات غرفة جدة حضوراً نسائياً كبيراً، خصوصاً أواخر ساعات التصويت، فيما توقعت مصادر مطلعة أن يكون حضور اليوم الثاني ضعف اليوم الأول، الذي شاركت فيه 100 ناخبة حضرن وأدلين بأصواتهن في انتخابات الدورة ال21 الحالية من أصل 6000 منتسبة لغرفة جدة ممن يحق لهن التصويت. التفاؤل بالحضور النسائي انعكس إيجابياً على المرشحات، اللائي وجدن الدعم والمساندة من سيدات المجتمع الجداوي، إذ قالت المرشحة رانيا سلامة في حديثها إلى «الحياة»: «إن الحضور النسائي بهذا النحو يعطي مؤشراً إيجابياً على أهمية مشاركة المرأة في مجتمع الأعمال، سواء كناخبة أم مرشحة». وأشارت إلى أن تجربة المرأة في الانتخابات تعد حديثة قياساً بتجربة الرجل، موضحة أن الإقبال النسائي هذه الدورة أكثر من سابقتها، لاسيما أن الدورة الماضية لم يتجاوز عدد الناخبات فيها 160 سيدة أعمال، في حين أن اليوم الأول لهذه الدورة شاركت فيه 100 سيدة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد اليوم (أمس)، لاسيما أن الإقبال النسائي على الاقتراع تضاعف. وأكدت أن اليوم (الثلثاء) هو البداية الفعلية لانتخابات الغرفة وقالت: «ستبدأ من اليوم الانتخابات الفعلية والتنافس، لأن أيام الاقتراع المخصصة للرجل ستكون الفاصل والحاسم في هذه الدورة، التي تشهد تنافساً كبيراً بين المرشحين». من جانبها، أرجعت المرشحة منى شرفو ارتفاع معدلات الحضور النسائي في اليوم الثاني إلى عدم قدرتهن على الحضور في أول يوم بسبب الأمطار، إضافة إلى أن موعد الاقتراع تزامن مع بدء الاختبارات، ما أسهم في انخفاض الحضور. ورأت شرفو في حديثها إلى «الحياة»، أن ضعف الوعي الانتخابي للمرأة يلعب دوراً رئيساً في عدم اقتناع الكثير من سيدات الأعمال بالعملية الانتخابية، ترشيحاً أو اقتراعاً، وقالت ل«الحياة»: «من المهم وجود توعية مكثفة لسيدات ورجال الأعمال بالمشاركة في العملية الانتخابية، خصوصاً أن المشاركة من الجنسين في الدورات السابقة والحالية لا تتجاوز 10 في المئة من إجمالي المشتركين في الغرفة»، فيما ترى المرشحة أريج علوان، أن الإقبال النسائي خلال اليومين متساو. وعلى صعيد ذي صلة، أشار عدد من المرشحات في حديثهن إلى «الحياة» إلى تلقيهن عروضاً من سماسرة لبيع الأصوات بأسعار متفاوتة. وبحسب المرشحات (تحتفظ «الحياة» بأسمائهن)، فإن سماسرة بيع الأصوات بدأوا في الاتصال عليهن مع بداية أيام الاقتراع، إذ تلقين عروضاً متفاوتة من حيث عدد الأصوات والأسعار. واعتبرت المرشحة علوان، أن هذه الممارسات موجودة منذ القدم في العمليات الانتخابية، سواء كانت من بعض المرشحين أم الناخبين، ولكن لدينا أملاً بأن يكون الوعي أكبر في الدورة المقبلة، وأن تختفي تلك الممارسات. وأيدت المرشحة رانيا سلامة ما ذهبت إليه علوان، وقالت إن «شراء الأصوات متعارف عليه، وهو موجود في الانتخابات»، مستدركة بالقول: «ولكن المؤسف في هذه الدورة الانتخابية أنه يوجد بيع من الناخبين لأصواتهم، وهذا يدل على ضعف الوعي الانتخابي لديهم». إلى ذلك، ذكر عدد من الناخبات، أن الدقائق الخمس المخصصة للتصويت غير كافية، لاسيما أن عملية الاقتراع تتم من خلال اختيار الصورة، وهذا عملية صعبة وتحتاج إلى تركيز، خصوصاً في فئة التجار البالغ عددهم 40 مرشحاً. وقالت الناخبة نجود المطيري إن الإجراءات التي تشمل التأكد من الأوراق والسجل التجاري واشتراك الغرفة كانت ميسرة وسهلة، ولم نجد فيها صعوبة أو تأخيراً، وهي أفضل من الدورتين السابقة». واستدركت بالقول: «ولكن المدة قصيرة في عملية الإدلاء بالصوت، لاسيما أنها حددت بخمس دقائق منذ الحصول على بطاقة الاقتراع، وهذا الوقت لا يكفي، خصوصاً إذا كان المرشح من فئة التجار، إذ إن عددهم كبير، ويمكن للشخص أن يفقد التركيز وهو يبحث عن صورة مرشحه». واتفقت معها الناخبة سارة بغدادين، وقالت إن العملية الانتخابية تحتاج وقتاً وتركيزاً، واقتصارها على خمس دقائق يمكن أن يشوش على الناخب، خصوصاً أن العدد كبير في فئة التجار، مشيرة إلى أن هذا الدورة فيها الكثير من التنظيم والتسهيل على الناخبين، إذ أوجدت الغرفة موظفاً للتصديق وآخر لتجديد الاشتراك، ما سهل على الناخبين الإدلاء بأصواتهم.