انطلق اقتراع انتخابات غرفة تجارة جدة أمس في محافظتي رابغ والقنفذة، وانطلقت معه عروض لبعض الناخبين، تهدف هذه المرة إلى منح الصوت للمرشح الأعلى سعراً. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت ل«الحياة»، فإن سعر الصوت الواحد وصل إلى 2000 ريال أثناء التصويت في محافظة القنفذة، إضافة إلى تجديد اشتراكات للناخبين على حساب المرشح الذي سيمنحونه أصواتهم. ولفتت المصادر إلى أن العملية تمت بعرض الناخبين أنفسهم على المرشحين أو من ينوب عنهم للتصويت لهم في مقابل مالي، أو تجديد الاشتراكات لهم بواقع 800 ريال للعام الواحد. وهذا ما أكده المرشح من فئة التجار محمد الشهري في حديثه ل«الحياة» قائلاً: «تلقيت عدداً من العروض من بعض الناخبين في محافظة القنفذة في مقابل مالي حدد ب2000 ريال للصوت الواحد»، مشيراً إلى أنه استغرب هذا التصرف من الناخبين، لاسيما أن غالب المرشحين وقعوا على ميثاق شرف لهذه الانتخابات، ومعظمهم ملتزمون بها. وأردف الشهري: «إن عملية شراء الأصوات أو عرضها من الناخبين أسهمت في فقدانه عدداً ليس بالقليل لناخبين أخذ منهم وعوداً بالتصويت له أثناء ترويجه لبرنامجه الانتخابي، ومن ثم اعتذارهم بعدم التصويت له من دون مبلغ مالي أو تجديد الاشتراكات السنوية لهم». الشهري ليس الوحيد من المرشحين الذين جاءتهم عروض للتصويت لهم في مقابل مالي، إذ أشار خلف العتيبي إلى أن مندوبيه الذين كانوا موجودين في محافظة القنفذة عرض عليهم عدد من الناخبين التصويت في مقابل مالي وقال: «إن ما جرى في التصويت في محافظة القنفذة مؤشر غير إيجابي مع بداية الاقتراع»، مبيناً أن التصويت في محافظة رابغ لم يكن موفقاً، مرجعاً ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الغرفة التجارية الصناعية في رابغ مقر الاقتراع مرتين خلال مدة التصويت، إضافة إلى وجود موظف واحد فقط مسؤول عن المرشحين والعملية الانتخابية». ولفت العتيبي إلى أن الوعي الانتخابي ليس أساساً في الانتخابات، لاسيما أن تجربته من خلال تواصله وعرض برنامجه الانتخابي في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، إضافة إلى موقعه الشخصي لم تؤد إلى حصوله على صوت واحد. وزاد: «مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على إكساب الشخص شهرة، ولكن من الصعب إقناع الناخبين والحصول على أصوات مؤكدة منهم». ويختلف معه المرشح محمد الشهري الذي يرى أن ال«هاشتاق» الذي أنشأه في «تويتر» بعنوان «نستحق_فرصة» لقي إقبالاً كبيراً بين المغردين الذين تجابوا معه، وكانوا يناقشونه في برنامجه الانتخابي، مشيراً إلى أهمية منح شباب الأعمال فرصة إثبات ذواتهم، من خلال وجودهم على مقاعد مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة. أما المرشح عن فئة التجار زياد البسام فقال ل«الحياة»: «إن الاقبال من الناخبين تزايد في آخر الساعات في محافظتي القنفذة ورابغ، على رغم البداية البسيطة في الساعات الأولى من اليوم المحدد للاقتراع». وحول التصويت في محافظة جدة قال البسام: «إنه حريص على أن يكون له حضور في الأيام المخصصة لاقتراع السيدات من فريق عمل نسائي مهتم بشرح البرنامج الانتخابي». ويرى أن وجود المرشح مهم جداً خلال أيام اقتراع السيدات، خصوصاً أن المجتمع الجداوي أصبح أكثر وعياً في ما يخص العملية الانتخابية، وفي الغالب يكون الصوت النسائي لمن يستحقه، سواء سيدة أم رجلاً. البسام ليس من جنّد فرقاً نسائية تمثله، إذ إن المرشحين كافة لديهم فرق نسائية تمثل المرشح في أيام الاقتراع النسائي، وهذا ما أشار إليه المرشح عن فئة الصناع الدكتور عبدالله بن محفوظ في حديثه ل«الحياة» وقال: «من خلال تجربتي وممارستي للانتخابات في الغرفة التجارية الصناعية في جدة للدورتين الماضيتين واللتين سمح فيهما للمرأة بالمشاركة كمرشحة وناخبة، فإن المرأة تعد لاعباً أساسياً في انتخابات مجلس الغرفة التجارية الصناعية في جدة». وأضاف: «دور المرأة لا يقتصر على الترشيح ودخول المجلس، بل إنها أسهمت في شكل كبير في عملية الاقتراع»، متوقعاً حصوله على أصوات نسائية لديها قناعة بما سيقدمه من أعمال تخدم مجتمع الأعمال في جدة، من خلال وجوده كعضو في مجلس الإدارة.