ستمرت الاشتباكات بين المتمردين الشيعة والسلفيين امس شمال اليمن غداة اجلاء الصليب الاحمر 44 جريحا من مدينة دماج بحسب الطرفين, وكان مصدر عسكري يمني مسؤول أكد قبيل ذلك استمرار وقف تبادل إطلاق النار بين طرفي النزاع في دماج, فيما حذر المتحدث الرسمي باسم السلفيين في جبهة «كتاف» بمحافظة صعدة شمال اليمن أبو اسحاق الشبامي من حرب طائفية في اليمن إذا لم يتم فك الحصار المفروض من قبل الحوثيين على السلفيين في منطقة دماج. واندلعت المعارك عندما شن الحوثيون هجوما على مسجد للسلفيين الذين يتهمونهم باستقبال آلاف المسلحين الاجانب. مهاجمة مسجد وصرح متحدث باسم السلفيين خالد القرباني لفرانس برس ان المواجهات استمرت امس بشكل متقطع غداة هجوم للحوثيين على مسجد دماج ما اسفر عن مقتل شخص واصابة سبعة اخرين. وأكد مسؤول في التمرد علي بخيتي لفرانس برس ان اشتباكات متقطعة كانت دارت بين انصاره والسلفيين. وأضاف إن على اللجنة الرئاسية المكلفة ارساء الهدوء في دماج وإرغام كافة الاطراف على احترام وقف اطلاق النار الذي اعلن مرارا ويخرق بشكل منهجي. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان فريقها تمكن الجمعة من اجلاء 44 جريحا بينهم امرأة حامل في شهرها الثامن واربعة اطفال من المدينة. وجاء في البيان ان الصليب الاحمر «تمكن من إيصال ما يكفي من الأدوية ومواد التضميد إلى كلا جانبي خط الجبهة لمعالجة عدد من المصابين يتراوح بين 200 و600 مصاب، بالإضافة إلى أدوية لمعالجة أمراض مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي». ونقل موقع «26 سبتمبر نت» الالكتروني امس عن المصدر قوله انه تم نشر وحدات من القوات المسلحة في المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها الطرفان. شائعات ومزاعم ونفى المصدر صحة ما تناولته بعض المواقع الإخبارية من أخبار كاذبة بادعائها أن وحدات من القوات المسلحة المتواجدة في المحافظة شاركت في الصراع الدائر بدماج. وأكد أن تلك مزاعم لا أساس لها من الصحة ومجرد إشاعات وأقاويل مغرضة الهدف منها تشويه سمعة القوات المسلحة. وتواصلت لليوم العاشر على التوالي الاشتباكات المسلحة العنيفة في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن بين الاقلية السلفية وجماعة الحوثيين الذين يعتنقون مذهب الشيعة الزيدية التي تسيطر على صعدة وسط مخاوف من انتقال الصراع الى العاصمة صنعاء مع وجود الكثير من المراكز والمساجد التابعة للسلفيين والحوثيين. وتشير التقارير إلى مقتل اكثر من 53 شخصا بينهم اطفال ونساء جراء المواجهات في دماج. تحذير سلفي وفي السياق, حذر المتحدث الرسمي باسم السلفيين في جبهة «كتاف» بمحافظة صعدة شمال اليمن أبو اسحاق الشبامي من اندلاع حرب طائفية في اليمن إذا لم يتم فك الحصار المفروض من قبل الحوثيين على السلفيين في منطقة دماج. وقال الشبامي لصحيفة «السياسة» الكويتية في عددها امس إن «بقي الصمت على ظلم الحوثيين وقتلهم لإخواننا في دماج ظلما وعدوانا فستكون حربا طائفية واسعة وسيتم فتح جبهات قتال جديدة ضد الحوثيين في مناطق أخرى غير دماج وكتاف». وأكد أن «مجاهدينا قتلوا خلال الأيام الماضية نحو 100 حوثي في المعارك التي شهدتها بعض جبال وتباب كتاف بينهم 10 قادة». وأضاف «أحرقنا عددا من سياراتهم واستولينا على أسلحة لهم وإخواننا المجاهدون في حرض منعوا الحوثيين من تلقي الإمدادات والدعم, وسمعنا أن أبناء مأرب يهددون بقطع النفط وفي الجوف هناك نقطة احتجزت سيارات عدة للحوثيين وخطتنا الآن هي فتح جبهات عدة على الحوثيين لإجبارهم على فك الحصار عن دماج». وأشار إلى أن الحوثيين تمركزوا في بعض الجبال والتباب ودحرناهم منها ومجاهدونا يحصدونهم حصدا وهناك نحو ثلاثة آلاف مقاتل من «حلف النصرة» توافدوا من مختلف القبائل والقرى إلى كتاف للجهاد ضد الحوثيين, مستبعدا التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار في دماج. على الصعيد نفسه لقي سلفي حتفه وأصيب أربعة من بين 18 مسلحا في انفجار شاحنة تقلهم مع أسلحة ومتفجرات أمام فندق في مدينة حرض بمحافظة حجة. وقال مصدر قبلي ل»السياسة» إن الانفجار وقع في الشاحنة الخميس عندما كان المسلحون الذين قدموا من محافظتي عدن والبيضاء في طريقهم إلى حرض للانضمام إلى سلفيين أقاموا نقطة هناك لقتال الحوثيين.