تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني وتحالف متمردي «الجبهة الثورية» في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة للحدود مع جنوب السودان، ما أدى الى سقوط عشرات القتلى من الطرفين. وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان، أن القوات الحكومية دخلت عدداً من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الذين ينتهجون سياسة الفرار من المواجهة، مشيراً الى أنها بذلك أكملت المرحلة الأولى من عمليات الجبال الغربية، وستواصل تقدمها في المحاور كافة. وذكر سعد، ان القوات المسلحة دخلت مناطق تروجي وأنقولو والدبكاية، بعدما طردت منها قوات «الجبهة الثورية» التي تتألف من «الحركة الشعبية – الشمال» وفصائل التمرد الرئيسة في دارفور. وأشار الناطق العسكري الى ان المتمردين «فرّوا، مخلّفين الكثير من القتلى والعتاد الحربي». ويأتي ذلك بعد اعلان الجيش السوداني الأسبوع الماضي، إكمال سيطرته على الجبال الشرقية في ولاية جنوب كردفان، في إطار حملة عسكرية واسعة على محاور عدة لإنهاء التمرد بحلول نهاية فصل الصيف المقبل. غير ان الناطق باسم «الجبهة الثورية» جبريل بلال، قال إن قوات الجبهة ألحقت الهزيمة ليل السبت بقوات حكومية وميليشيات متحالفة معها في منطقة تروجي، ودمرت دبابة واستولت على مدفع وكمية من الاسلحة الخفيفة والثقيلة والذخيرة. وأضاف بلال أن قوات «الجبهة الثورية» طاردت قوة حكومية أخرى في منطقة جاو، وحاصرتها، مشيراً الى تعرض القوات الحكومية الى خسائر كبيرة وسقوط عدد من القتلى بينهم خمسة ضباط ابرزهم برتبة عقيد. من جهة اخرى، حضر وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر امس، ختام برنامج «السد المنيع» للتدريب العسكري المشترك للقوات المسلحة، الذي اشتمل على تمارين للرماية والدفاعات الجوية والبحرية. وأشاد وزير الدفاع في خطاب، ب «جهود القوات المسلحة ودورها في حماية الوطن وتحقيق مبدأ سيادة السودان على أراضيه»، مؤكداً استعداد الجيش لحسم التمرد وتطهير البلاد من فلول المتمردين والحفاظ على أمنها واستقرارها. على صعيد آخر، حذر رئيس السلطة الإقليمية في دارفور التجاني سيسي، من الصراعات القبلية، التي تحتاج الى إرادة قوية للتخلص منها، موضحاً أن الحركات المسلحة تمثل تحدياً يواجه السودان وتوقع انضمام حركات مسلحة خلال العام الجاري الى عملية السلام. وقال سيسي خلال «ورشة عمل للسلم الاجتماعي في دارفور»، إن أمر معالجة القضايا الأمنية في دارفور يجب أن يحظى باهتمام الجميع في الوقت الراهن، لأن النزاع في إقليم دارفور أصبح له تأثير بالغ في مسار الحياة في السودان. وأعلن السيسي عن تنظيم مؤتمر جامع قريباً يناقش قضية نزع السلاح من المواطنين، الذي اصبح يشكل خطراً على حياة الأبرياء من خلال استخدامه في النزاعات القبلية في الإقليم. وأبدى سيسي قلقه من تأثير ما يجري من نزاع في أفريقيا الوسطى على دارفور، مطالباً بإحكام السيطرة على الحدود وحمايتها، مشيراً الى 1071 مشروعاً دشّنتها السلطة الإقليمية في دارفور تحتاج إلى استقرار أمني واجتماعي.