تبحث الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إنشاء منبر جديد لتحقيق السلام في إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان عبر جمع الحكومة وفصائل التمرد الرئيسية في الإقليم في محادثات تستضيفها مدينة أروشا التنزانية. وفي هذه الأثناء توسع نطاق المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان ما أوقع ضحايا من الطرفين. وقال شهود إن اشتباكات جديدة وقعت بين الجيش السوداني ومتمردين أمس في ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط المتصلة بحدود مع جمهورية جنوب السودان. وعلمت «الحياة» أن خبراء من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي يدرسون إنشاء منبر جديد لتسوية أزمة دارفور التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات، بسبب عدم تحقيق منبر الدوحة لسلام دارفور تقدماً لإنهاء الأزمة بعد عامين من توقيع وثيقة بين الحكومة و «حركة التحرير والعدالة» بزعامة التجاني السيسي الذي أصبح رئيساً للسلطة الإقليمية في دارفور. وكان السيسى قال أخيراً بأنه من الصعب تنفيذ الاتفاق في ظل التدهور الأمني الملحوظ في دارفور. وقال مسؤول في الاتحاد الأفريقي ل «الحياة» إن الجهود التي يقودها الاتحاد مع المنظمة الدولية تسعى إلى كسر الجمود في عملية السلام في دارفور بعد تباعد مواقف الحكومة والمتمردين في الإقليم الذين أصبحوا جزءاً من تحالف «الجبهة الثورية» التي تضمهم إلى جانب «الحركة الشعبية –الشمال» وتوسع نطاق عملياتهم من دارفور إلى ولايتي جنوب كردفان وشمالها ما يعقد الأوضاع أكثر ويهدد بتمزيق البلاد. وأضاف أن فصائل التمرد الرئيسية الثلاث في دارفور (وهي «حركة تحرير السودان، جناح عبدالواحد النور، و «حركة تحرير السودان» جناح مني أركو مناوي، و «حركة العدل والمساواة» برئاسة جبريل) أصبحت تطالب بعدم تجزئة حلول المشكلة السودانية وعدم عزل الأزمة في دارفور عن باقي الأزمات السودانية الأخرى، ما يتطلب صيغة جديدة للمحادثات. وقال رئيس البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور، محمد بن شمباس، إنه بصدد القيام بإقناع قادة الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام بالجلوس إلى طاولة المفاوضات حتى تكتمل عملية السلام في دارفور. إلى ذلك أعلنت «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور أن قواتها خاضت معارك شرسة أمس قرب مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان كبدت فيها القوات الحكومية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقال الناطق العسكري باسم «حركة العدل والمساواة» بدوي موسى إن قواتهم أحكمت سيطرتها على مداخل المدينة وما تبقى للحكومة سوى بوابة حلايب، موضحاً أنهم استولوا على أربع شاحنات وقود وسبع سيارات عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر و23 مدفعاً مضاداً للطيران، كما أسروا 11 من الضباط والجنود، بينهم مسؤول الاستخبارات المقدم ياسر محمد عبدالله. وقال الناطق الرسمي باسم «حركة العدل والمساواة» جبريل آدم بلال إن الهجوم يأتي في إطار خطط قوات «الجبهة الثورية» لإضعاف القوات الحكومية المتمركزة في الطريق إلى العاصمة السودانية. وتقع مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان على بعد 500 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم، وهي ثاني أكبر مدينة في الولاية. لكن مسؤولاً سودانياً نفي في شدة مزاعم المتمردين، وقال ل «الحياة» إن المتمردين حاولوا الهجوم على الدلنج لكن الجيش صدهم وكبدهم خسائر فادحة قبل أن يولوا هاربين، متوقعاً صدور بيان عسكري في وقت لاحق بتفاصيل المواجهات.