شهدت بنغلادش تصعيداً جديداً للعنف بالتزامن مع انتخابات تشريعية قاطعتها المعارضة التي دعت الى اضراب جديد ل48 ساعة احتجاجاً على القمع الدامي. واقدم الالاف من معارضي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد على احراق او تخريب اكثر من 200 مكتب اقتراع فيما قتل 15 شخصا على الاقل منذ مساء السبت بحسب حصيلة موقتة للشرطة، في حين تحدثت المعارضة عن 22 قتيلا. وصرح سير الكبير المتحدث باسم حزب بنغلادش القومي وهو اكبر احزاب المعارضة ال21 لفرانس برس "دعونا الى الاضراب كي تلغي الحكومة هذه المهزلة الانتخابية". وتابع "كما اننا نحتج على مقتل 22 من ناشطينا بيد الشرطة اليوم". وتعرض اثنان من القتلى للضرب حتى الموت في اثناء محاولتهما حماية مكاتب الاقتراع في شمال البلاد حيث تنشط المعارضة القومية بقوة. اما قتلى الصدامات الاخرون فهم ناشطون في المعارضة قتلتهم قوى الامن فضلا عن سائق شاحنة قضى في شاحنته عندما احرقها مهاجمون. وقال قائد شرطة بوغرا سيد ابو صايم ان "آلاف المتظاهرين هاجموا مراكز للتصويت وافراد وحداتنا مستخدمين الزجاجات الحارقة (مولوتوف) او قنابل حارقة". وتابع ان الوضع "متقلب جدا" مضيفا انه تم احراق مخزون كبير من بطاقات الاقتراع علنا. واكد رئيس شرطة بارباتيبور في شمال البلاد ان "الاف" المتظاهرين المزودين "بمسدسات وقنابل صغيرة" هاجموا الشرطة التي اضطرت الى الرد. واكد مقبل حسين ان "الهجوم كان منظماً. تمكنوا من الاستيلاء على بطاقات اقتراع وحاولوا سرقة اسلحتنا". وتحدثت شرطة العاصمة دكا عن هجومين استهدفا مكتبي اقتراع. واستنفر اكثر من 50 الف جندي خشية اندلاع اعمال عنف اضافية في اعقاب اشهر من الاضرابات والتظاهرات وقطع الطرق اسفرت عن مقتل 150 شخصا. وتشهد بنغلادش اعمال عنف هي الاكثر دموية منذ استقلالها في 1971 (عن باكستان). وافادت منظمة غير حكومية عن حصيلة بلغت 500 قتيل منذ كانون الثاني/يناير 2013. ويطالب الحزب القومي بتشكيل حكومة محايدة وموقتة قبل تنظيم الانتخابات على غرار ما حصل في السابق، لكن الحكومة رفضت. ويرجح فوز رئيسة الوزراء الشيخة حسين واجد في الاقتراع بعد قرار زعيمة المعارضة خصمها التاريخي خالدة ضياء مقاطعة الانتخابات التشريعية. واعربت الولاياتالمتحدة ومنظمة الكومنولث والاتحاد الاوروبي عن القلق العميق حيال خطر اشتعال البلاد التي تضم 154 مليون نسمة وعهدت العنف والانقلابات منذ استقلالها. وامتنع هؤلاء الاطراف الدوليون من ارسال مراقبين معتبرين ان ظروف اجراء استحقاق حر وشفاف غير متوافرة. ويخوض مرشحو حزب رابطة عوامي الحاكم او حلفائه المعركة بلا منافس في 153 من 300 دائرة. وقد لا تصل المشاركة الى 26 بالمئة، النسبة التي سجلت في انتخابات شبيهة بهذا الاقتراع في 1996. وفي دكا افاد مراسلو فرانس برس عن ضعف المشاركة. ولم يتوجه التاجر نعمة الله الى مركز الاقتراع. وقال "اي نوع من الانتخابات هذه عندما لا يكون هناك ناخبون في مراكز التصويت ويكون المرشحان المتنافسان من حزب واحد؟". واغلقت مكتب الاقتراع ابوابها في الساعة 16,00 (10,00 ت غ) ويتوقع صدور النتائج في وقت مبكر صباح الاثنين. وصرح رئيس اللجنة الانتخابية قاضي رقيب الدين احمد بان "المشاركة كانت ضعيفة، جزئيا بسبب المقاطعة" من دون اعلان ارقام محددة.