استمر أمس التصعيد الأمني على الحدود السورية - اللبنانية نتيجة المعارك الدائرة بين قوات النظام السوري وبين المعارضة المسلحة التي حاولت قبل يومين اختراق مواقع القوات النظامية في الجوسيه والقصير من ناحية القلمون ووصلت تداعيات الأمر الى الحدود اللبنانية. وأغارت طائرتان حربيتان سوريتان من نوع «ميغ»، لليوم الثاني على التوالي، على منطقة النعمات عند الحدود اللبنانية - السورية، فيما واصلت مدفعية الجيش السوري القصف من مواقعها على مسلحي المعارضة وسجلت عمليات قصف من جرود الهرمل ايضاً قيل انها من مرابض مدفعية ل «حزب الله». وفيما رصدت الوكالة «الوطنية للاعلام» (الرسمية) تحليقاً للطائرات الحربية السورية فوق سلسلة الجبال الشرقية المحاذية لبلدة القاع وسمعت اصوات القذائف، نقل مراسلها في بعلبك «أن أهالي منطقة البقاع الشمالي سمعوا دوي قذائف صاروخية ومدفعية في عمق القلمون السورية وصولاً الى قرى رأس بعلبك والقاع وجديدة الفاكهة، وأفيد عن انتشار قوة من فوج المجوقل في الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية مستحدثاً نقاطاً ومراكز جديدة في أراضي القاع والمشاريع ورأس بعلبك». ولاحقاً أوضحت الوكالة المذكورة عبر مراسلها في الهرمل «ان الجيش اللبناني استقدم قوات إضافية لمنع اي محاولة تسلل للمسلحين من الاراضي اللبنانية باتجاه سورية وبالعكس». وفي عرسال، شددت فاعلياتها على ان لا علاقة لها بالعمليات الدائرة في جوسية والقصير فلا مسلحين تسللوا منها باتجاه هذه المناطق ولا استقبلت مسلحين وليست في موقع ان تكون منطقة امداد للمسلحين، وانما هناك نساء واطفال هاربون من القصف الذي يستهدفهم يدخلونها في اطار النزوح السوري المتواصل الى الاراضي اللبنانية، علماً ان طائرات «الميغ» السورية تستهدف النازحين وهذا ما حصل اول من امس. ولفتت الى ان القصف السوري يستهدف خربة داود وهي منطقة مأهولة بنحو 400 عائلة. ويتفاوت بعد المناطق التي تشهد توتراً داخل سورية عن الحدود اللبنانية بين 10 و20 كلم. وفي موقع حدودي آخر، وصل الى بلدة شبعا وعبر مرتفعات جبل الشيخ 27 نازحاً سورياً من بلدة بيت جن، بينهم جريح نقلته سيارة تابعة للصليب الاحمر اللبناني الى احد مستشفيات البقاع.