كان العام المنقضي قاسياً مع السينمائيين حيث رحل عن عالمنا خلاله عدد كبير منهم. ومن المؤكد أن أبرز الذين رحلوا كان المخرج الياباني ناغيزا أوشيما، والمخرج المصري الكبير توفيق صالح الذي يعتبر واحداً من المؤسسين الكبار للسينما العربية «البديلة»، كما كانت تعرّف أيام كان صالح في عزّ إنتاجه قبل أن يتوقف نهائياً عن الإخراج قبل نحو ثلاثة عقود رافضاً كل ما عرض عليه من مشاريع. في مصر أيضاً رحل الباحث والمخرج مدكور تابت. أما في السينما العالمية فكان من أبرز الراحلين الممثل الإنكليزي بيتر أوتول الذي، على رغم الأدوار الرائعة التي أداها في عدد كبير من الأفلام والمسرحيات، سيظل يُذكر إلى الأبد بدور لورانس الذي لعبه في فيلم دافيد لين المميز «لورانس العرب» حيث قام أوتول بالدور الرئيس مع أنه في واقع الحياة يزيد طولاً عن لورانس الأصلي بما لا يقلّ عن 30 سنتمتراً. من الذين أحزن السينما رحيلهم هذا العام عدد كبير من الممثلات اللواتي كنّ يعتبرن «أساطير» في عالم السينما الشعبية قبل أن تختفي أسماؤهن أو تغيب جزئياً لتمضي كلّ واحدة منهن شيخوختها أو كهولتها في انتظار النهاية التي حلت هذا العام: من جوان فونتين إلى روزانا بودستا، ومن اليانور باركر إلى الفرنسية مادو روبين مروراً بجولي هاريس وكارين بلاك وبرناديت لافون وسارا مونتاي. وبالنسبة إلى الممثلين الذكور كان الأشهر بين الراحلين جيمس غوندولفيني وبول والكر الذي رحل وهو بعد في عز شبابه. كما كان هناك باتريس شيرو الفرنسي الذي عرفته السينما العربية من خلال قيامه بدور نابوليون في فيلم يوسف شاهين «وداعا بونابرت»، لكن الرجل كان معروفاً أكثر في بلده فرنسا كمخرج وممثل مسرحي كبير. وفي فرنسا أيضاً رحل الممثل المغربي الأصل والذي عرفته السينما الفرنسية وبعض الأفلام المغربية باسم آميدو. أما السينما الإيطالية ففقدت واحداً من أشهر نجوم «السباغيتي ويسترن» في السبعينات، جوليانو جيما. إلى هذا، فقدت السينما الإيطالية أيضاً اثنين من مخرجيها الأكثر شعبية، كارلو ليتزاني الذي كان رفيق طريق لمؤسسي الواقعية الجديدة في سنوات الخمسين، وداميانو دامياني الذي حقق في الثمانينات واحداً من الأفلام السياسية الأكثر شعبية، «باسم الشعب الإيطالي». أما السينما الفرنسية ففقدت ثلاثة من مخرجي السينما الشعبية الأكثر رواجاً في السبعينات والثمانينات، إدوار مولينارو وجورج لوتنر، الذي صور واحداً من أفلامه («الجرادة») من تمثيل نجمته المفضلة مورييل دارك في لبنان في الستينات، إضافة إلى دني دي لا باتيليار. وإلى هؤلاء فقدت فرنسا أيضاً واحداً من أشهر نقاد ومؤرخي سينماها، جاك سيكلييه، فيما فقدت السينما الأنغلوساكسونية كلاً من ريتشارد صرافيان ومايكل وينر والكاتب توم غلانسي إضافة إلى راي دولبي مخترع نظام الصوت المجسم الذي حمل اسمه. أما السينما الإسبانية ففقدت بوغاس لونا، فيما فقدت زميلتها الروسية المخرج أليكسي غيرمان.