تجاوز جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، أمس «عنق الزجاجة»، بنجاح، فلم تسجل كبائنه في الجانبين السعودي والبحريني، «الزحام المعتاد» في اليوم الأخير من السنة الميلادية، مع توجه الكثير من السعوديين إلى البحرين، لقضاء «رأس السنة» هناك، إلا أن الجسر كان «شبه خالٍ» حتى السابعة من مساء أمس، وفق ما رصدته «الحياة»، إذ كانت حركة العبور بين البلدين «أقل من الاعتيادية»، إلا أن الوضع كان مختلفاً في منفذ البطحاء على الحدود السعودية – الإماراتية. إذ كان الزحام لافتاً، وإن لم يكن بمستواه كما في بقية الأعياد والإجازات. وكان عاملون في الجانبين السعودي والبحريني من الجسر، قدروا ظهر أمس، الأعداد المتوقع عبورها بين البلدين بنحو 50 ألف مسافر، إلا أن الحد الأعلى من السيارات المتوقفة عند كل كبينة، سواء في الجمارك أو الجوازات، لم يتجاوز أصابع اليدين، في أكثر الأوقات زحاماً. وسجل الشبان العزاب الغالبية العظمى من المسافرين، إذ قدر عاملون في الجسر نسبتهم أمس، بنحو 70 في المئة. فيما لم تصدر مديرية الجوازات في المنطقة الشرقية إحصاء بعدد المسافرين، «في انتظار تجميع الأعداد»، بحسب قول المتحدث باسمها المقدم معلا العتيبي، في اتصال هاتفي مع «الحياة» مساء أمس، متوقعاً صدوره منتصف الليل. وتحدث العتيبي، إلى «الحياة» من الجسر. بدوره، رفض المدير العام لجسر الملك فهد، بدر العطيشان، الكشف عن أرقام أو إحصاءات لعدد المسافرين. وقال في تصريح إلى «الحياة» أمس: «إن المؤسسة مختصة بالتشغيل والمحافظة على مرافق الجسر مثل: سلامة الإضاءة والتشغيل والخدمات المساندة، والنظافة. وليس لها صلة أو صلاحيات مباشرة بإجراءات السفر»، لافتاً إلى أن «مسؤولية معالجة الزحام وفتح الكبائن والحوادث تقع على عاتق كل من الجمارك، والمرور، والجوازات». ورجح البعض انخفاض عدد المسافرين إلى ما أعلنت عنه وزارة الداخلية البحرينية، عن ضبط 4 عمليات أمنية، ذات طابع «إرهابي»، بينها إبطال مفعول سيارة «مفخخة»، وضبط مستودع متفجرات وذخائر في منطقة القرية، ومحاولة تهريب مطلوبين أمنياً إلى خارج البلاد، بينهم سعودي. وفي المقابل محاولة تهريب أسلحة إيرانية وسورية إلى البحرين. إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية البحرينية العقيد محمد بن دينة، أكد في تصريحه إلى «الحياة» أمس، أن هدف هذا الإعلان «إيصال رسالة تطمين إلى الرأي العام، بأن مملكة البحرين لا تعاني من أية اضطرابات، وأنها مستقرة، وأن الجهات الأمنية تعمل على حفظ أمن المواطنين والمقيمين». يذكر أن الأيام الماضية، شهدت «جدالاً» بين «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» (نزاهة)، وجوازات جسر الملك فهد، على خلفية «الزحام» الذي يشهده الجسر في شكل دائم. وقالت «نزاهة»: «إن ظاهرة الزحام المروري على الجسر طوال العام، ولا تحتمل التشكيك أو عدم الصدقية»، مطالبة كل من يشكك فيها بأن «يسأل عينة من المواطنين عن الوقوف في الطوابير بالساعات»، مشددة على الجهات المشمولة باختصاصاتها، وتحديداً الجهات المسؤولة عن خدمات مباشرة للمواطنين، أن «تراعي مصالحهم وأوقاتهم وظروفهم، وتنجز خدماتهم من دون تأخير». وأصدرت هيئة «نزاهة» تقريراً، قبل أيام، أشارت فيه إلى وجود «إهمال وتقصير، وارتباك فيما يخص إجراءات الجوازات بالذات، التي تشكل عنق الزجاجة، في حركة عبور الجسر ذهاباً وعودة». فيما ذكر المتحدث باسم المديرية العامة للجوازات المقدم أحمد اللحيدان، أن «المديرية ليس لديها علم بتقرير «نزاهة» إلا من خلال الصحف»، مشيراً إلى أنهم «لا يعلمون مدى صدقيته». وذكر أنه لم يجرِ تنسيق بين الجانبين حول التقرير. وشملت اتهامات «نزاهة» إدارة المرور في الشرقية، إذ حملتها جانباً من المسؤولية عن الزحام في الجسر. بيد أن مدير مرور الشرقية العميد عبدالرحمن الشنبري، نفى هو الآخر وجود تواصل بينهم وبين «نزاهة» حول التقرير، على رغم تأكيد الأخيرة وجود تنسيق لمعرفة سبب الزحام.