أعلنت مجموعة دول شرق إفريقيا للتنمية (إيغاد) أمس، أن حكومة جنوب السودان والمتمردين المؤيدين لرياك مشار نائب الرئيس السابق اتفقوا على وقفٍ للنار، استعداداً لمحادثات بين وفدي الجانبين في أديس أبابا اليوم، لإنهاء العنف في الدولة النفطية الوليدة. وورد في بيان ل «إيغاد» ان سلفاكير ومشار وافقا على وقف العمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل الى اتفاق وقف النار»، وذلك بعد ساعات من إعلان المتمردين استعادتهم السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي لتقوية موقفهم التفاوضي. ونفى الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب اغوير سيطرة المتمردين على بور، مؤكداً أن القتال لا يزال مستمراً. واستبعد سلفاكير تقاسم السلطة مع مشار، لإنهاء العنف في البلاد. وقال في حديث إلى وسائل إعلام غربية، إنه «لا يجب مكافأة مشار على تمرده»، موضحاً أنه ليس لديه الحق لتقاسم السلطة في جنوب السودان. وأضاف أن «هؤلاء رجال تمردوا، إذا أردت السلطة يجب الا تتمرد لكي تحصل عليها، بل تتبع الطريقة السليمة»، مؤكداً أنه لم يأتِ إلى السلطة من طريق الانقلاب العسكري بل عبر انتخابات. ورفض سلفاكير الإفراج عن سياسيين حلفاء لمشار اعتُقلوا منتصف الشهر الماضي، داعياً الدول الأفريقية إلى التدخل عسكرياً وبسرعة لمساعدة قواته في صد المتمردين، ووقف المعارك الدامية التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى، وشردت عشرات الآلاف. وقال سلفاكير إنه بمجرد حدوث محاولة الانقلاب، واندلاع المعارك وأعمال العنف، «كان ينبغي على القادة الإقليميين، وعلى جميع قادة الدول الإفريقية، أن يقدموا لنا يد العون عسكرياً، لنتمكن من سحق المتمردين». في المقابل، أعلن مشار أمس، موافقته بشكل فوري على وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مع حكومة سلفاكير موضحاً أنه سيرسل وفداً من ثلاثة أفراد إلى إديس أبابا. واعتبر مشار في بيان ان تورط اوغندا في دعم سلفاكير بالطيران والعتاد من شأنه أن يؤثر على جهود القادة الأفارقة لكبح جماح العنف في جنوب السودان، مشيراً إلى أن أوغندا تؤجج الصراع في البلاد. وأعرب مشار عن قلقه الشديد على أمن وسلامة القادة ال11 المعتقلين في جوبا. وقال: «نحن قلقون في شأن سلامة وأمن رفاقنا الذين يحتجزهم سلفاكير. ندعو الاتحاد الأفريقي والإيغاد ورؤساء الدول والحكومات، الى ممارسة الضغط على حكومة سلفاكير للإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين في جوبا». وكان مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي أعرب بعد اجتماع عُقد في غامبيا (غرب إفريقيا) مساء الاثنين، عن قلقه من إراقة الدماء. وقال: «يبدي المجلس نيته لاتخاذ الإجراءات الملائمة بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف كل هؤلاء الذين يحرضون على العنف ويواصلون الأعمال العدائية ويقوضون الحوار». كما عقد مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً حول أزمة جنوب السودان استمع خلالها إلى إحاطة قدمتها رئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (أونميس) هيلدا جونسون. ووصف المندوب الفرنسي لدى الاممالمتحدة جيرار آرو الذي يرأس الدورة الحالية لمجلس الأمن، الأوضاع في جنوب السودان ب «المزرية والمأسوية».