تستقبل إسرائيل غداً وزير الخارجية الأميركي جون كيري على وقع قرار جديد قد ينسف المفاوضات «المهزوزة» أصلاً مع الفلسطينيين بإعلان رفضها أن تشمل الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بعد ثلاثة أشهر «أسرى عرباً إسرائيليين»، وسط تقارير صحافية أفادت بأن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هدّأ من روع اليمين من «اتفاق الإطار» المتوقع أن يقترحه كيري واصفاً إياه باقتراحات إجرائية – تنظيمية للمفاوضات، لا أكثر. وكان نتانياهو أصدر بياناً مساء أول من أمس ذكر فيه أنه أبلغ كيري رسمياً بأنه «لن يحقق توقعات الفلسطينيين بأن تشمل الدفعة الرابعة من الأسرى عرباً إسرائيليين» القابعين في السجون قبل اتفاقات أوسلو، واعتبرت وسائل الإعلام العبرية هذا البيان محاولة منه لاسترضاء اليمين الغاضب على الإفراج عن 26 أسيراً أول من أمس. وادّعت أوساط اسرائيلية رفيعة أن كيري ضلل الفلسطينيين بايهامهم بموافقة إسرائيلية على الإفراج عن أسرى الداخل، مضيفة أن هذه المسألة قد يتم درسها ربما في إطار صفقة في مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي الأميركي جوناثان بولارد، لكن التقديرات تشير إلى أن فرص خطوة كهذه ضعيفة. ولفت معلقون إلى أن «نتانياهو يبدو ضعيفاً أمام اتساع نفوذ اليمين المتشدد»، مشيرين إلى أن سبعة من وزراء حزبه «ليكود» أيّدوا مشروع قانون ضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية على رغم علمهم بأن نتانياهو يفضّل عدم طرح الموضوع للنقاش تفادياً لانتقادات دولية. ورأى بعضهم أن وزراء ونواب اليمين يعملون ما في وسعهم من أجل إجهاض الجهود الأميركية للتقريب بين إسرائيل والفلسطينيين «فيما يبدو نتانياهو عاجزاً عن صدهم»، وأنه بات يعمل الحساب للجناح المتشدد خوفاً على كرسيه زعيماً للحزب. في سياق متصل، أفاد تحقيق صحافي نشرته «هآرتس» أن نتانياهو سعى في الأيام الأخيرة إلى «طمأنة» أقطاب اليمين في حكومته وحزبه إلى أن «اتفاق الإطار» الذي سيطرحه كيري خلال زيارته الوشيكة يشمل فقط «مبادئ» لإدارة المفاوضات. وأضافت الصحيفة أن نتانياهو قال لأحد الوزراء أن خطة كيري ليست سوى «إطار إجرائي» لتنظيم المفاوضات ويطرح جدولاً زمنياً جديداً لإكمال المفاوضات. وقال لوزير آخر إن إسرائيل ليست ملزمة التوقيع على مسودة الاتفاق، كما أنها ليست ملزمة التصويت عليه في الحكومة. لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن نتانياهو مخطئ في تصوراته، إذ ان كيري عاقد العزم على منع نتانياهو وعباس من التهرب من حسم مواقفهما في شأن قبول الخطوط العريضة للاتفاق. من جهته هاجم نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس على اعتباره الأسرى المحررين «أبطالاً»، وقال إن «الفارق بيننا وبينهم انعكس في صورة استقبال الأسرى: فبينما نحن نقوم بخطوات مؤلمة للتوصل إلى نهاية الصراع، فإن جيراننا يحتفلون مع القتلة، وهم ليسوا أبطالاً. هكذا لا يصنعون السلام، يجب وقف التثقيف على التحريض ضد إسرائيل. السلام سيتحقق فقط عندما تتحقق مصالحنا الأمنية والاستيطانية ويكون في مستطاع إسرائيل الدفاع عن نفسها».