أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو رفض أخيراً طلباً أميركياً وفلسطينياً بتبكير موعد الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من 29 الشهر الجاري إلى الأسبوع المقبل، ليتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك. وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرّت في جلسة سابقة تعهُد نتانياهو لوزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في تموز (يوليو) الماضي، وبناءً لطلب الفلسطينيين، الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين المعتقلين قبل اتفاقات أوسلو، على أن يتم ذلك على أربع دفعات خلال أشهر المفاوضات التسعة، جرت الأولى قبل أقل من شهرين وشملت 26 أسيراً، على أن تتم الثانية في 29 الجاري. وتابعت الصحيفة أن اتصالات تمت في الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة في شأن مسألة الأسرى في أعقاب مناشدات أطلقها وزراء إسرائيليون من المعسكر المتشدد لرئيس حكومتهم بعدم الإفراج عن أسرى بداعي تصعيد الهجمات المسلحة ضد إسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة ومقتل جنديين وإصابة طفلة بجروح، على رغم أن قادة الأجهزة الأمنية رفضوا اعتبار هذه الحوادث مؤشراً إلى تصعيد منظّم بإملاءات من مستويات عليا. ولفتت الصحيفة إلى أن نتانياهو كان أضاف على تعهده الإفراج عن الأسرى، ومن أجل كسب تأييد وزراء اليمين لاقتراحه، بنداً يقول إن الإفراج سيكون رهناً بتقدم المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما اعتبر الرئيس محمود عباس (أبو مازن) التفاهمات التي تمت بوساطة أميركية أن الإفراج عن الأسرى سيكون في مقابل تجميد الفلسطينيين خطواتهم الأحادية الجانب في الأممالمتحدة، وأن لا علاقة لها بوتيرة تقدم المفاوضات. وأردفت الصحيفة أن مستشار رئيس الحكومة للمفاوضات مع الفلسطينيين اسحق مولخو نقل إلى الموفد الأميركي الخاص للمفاوضات مارتن أنديك ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات تأكيد نتانياهو على احترامه تعهده الإفراج عن الأسرى، لكنه رفض تبكير موعد الإفراج عن الدفعة الثانية. على صلة، قال زعيم حزب «يش عتيد»، وزير المال يئير لبيد إنه يختلف مع رئيس حكومته في شأن مطلبه من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية شرطاً لأي اتفاق سلام في المستقبل. وعزا ذلك خلال حديثه لشبكة «بلومبرغ» الإخبارية، إلى أنه لا يعتقد أن إسرائيل بحاجة إلى إعلان اعتراف كهذا من الفلسطينيين، و «والدي لم يأتِ إلى حيفا من الغيتو في بودابست لينال اعتراف أبو مازن». وتابع انه يريد أن تكون إسرائيل دولة يهودية، «لكن ذلك يتم من خلال حل الدولتين الذي أعتقد أنه الحل الوحيد المطروح على الطاولة لأنه لو واصلنا سيطرتنا على 3-4 مليون فلسطيني، فستختفي هوية إسرائيل، لذا علينا أن نفصل أنفسنا عن الفلسطينيين». وأضاف أنه يؤيد منح الفلسطينيين دولة مع حدود واضحة، «وفي هذا اتفق مع نتانياهو، لكنني لا اتفق معه في أننا بحاجة إلى إعلان فلسطيني يعترف بإسرائيل دولة يهودية... يكفي أن نعترف نحن بأنفسنا وبدولتنا... بعد ألفي عام كنا خلالها متعلقين بغيرنا». إلى ذلك، رفض لبيد الإدلاء بأي تصريح عن سير المفاوضات أو مواقفه من قضايا الصراع، مكتفياً بتأكيد معارضته أي حل يشمل إعادة تقسيم القدس (الانسحاب من القدسالشرقية). وأضاف أنه بحسب تقديراته، فإن الفلسطينيين «سيتنازلون عن مطلبهم المتعلق بالقدس»، وأن خفض سقف التوقعات من المفاوضات الجارية هو ما يتيح إجراءها بشكل سري. وختم انه بينما يريد الفلسطينيون السلام والعدل، فإن الإسرائيليين يريدون السلام والأمن، «والخلاف على هذين التوجهين هو ما حال حتى اليوم دون التوصل إلى تفاهم».