ثلث الكوليسترول في الجسم يأتي من طريق الأغذية التي نستهلكها، في حين يصنع الكبد الثلثين الباقيين. وعندما يتأرجح الكوليسترول ضمن الحدود الطبيعية المرسومة، فلا خطر منه، خصوصاً أنه يدخل في تركيب أغشية الخلايا ويساهم في تكوين الكثير من المركبات المهمة في الجسم، كالهورمونات والمفرزات الصفراوية. إن الوجبات السريعة تعتبر أحد أهم المتهمين في مسألة ارتفاع الكوليسترول السيئ في الدم الذي يعبّد الطريق أمام الإصابة بتصلب الشرايين الذي يسبب مع مرور الوقت تضيقات وانسدادات في الشرايين تقود إلى مشاكل صحية خطيرة للغاية. وأكدت دراسة حديثة أن تناول وجبة واحدة دسمة «مملوءة بالدهون المشبعة» يمكن أن يؤثر في حركة تمدد الشرايين، وبالتالي يؤثر في الكوليسترول «الجيد» الذي يحمي الجدران الداخلية للشرايين. وظهر مفهوم الوجبات السريعة أواخر الخمسينات من القرن الماضي في الولاياتالمتحدة عندما قامت بعض شركات خدمات الأغذية بتحضير أغذية سهلة التداول يمكن تناولها في أي مكان، وقد لاقت هذه الأغذية رواجاً كبيراً كونها تتناسب مع إيقاع الحياة العصرية السريع الذي يتطلب الكثير من العمل والقليل من الوقت لتحضير الطعام. وفي مطلع الثمانينات، بدأت الوجبات السريعة الغربية المنشأ تغزو العالم العربي، لتصبح جزءاً مهماً من الوجبات الغذائية التي يتناولها المواطن العربي، خصوصاً في المدن. وتعتبر الوجبات السريعة من أخطر أنواع المأكولات على الإطلاق، لأنها غنية بالدهون المشبعة والنشويات والكوليسترول وتعج بالطاقة، وإذا ما تم اعتماد هذه الوجبات في شكل يومي أو شبه يومي، فإنها تزرع بذور أمراض كثيرة خطيرة، كالداء السكري، والأزمات القلبية الوعائية، وإصابة الأطفال بالربو، وهناك شبهات بأنها يمكن أن تسبب خللاً في الدماغ، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنها تسمم الروابط العصبية الموجودة في المخ. إن الإكثار من استهلاك الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول يلعب دوراً كبيراً في زيادة مستوى الكوليسترول السيئ في الدم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. من هنا، فإن إنقاص كمية الدهون المشبعة والكوليسترول التي يتم تناولها من طريق الغذاء يمثل خطوة مهمة جداً لمنع ارتفاع الكوليسترول السيئ في الدم. لا مانع من تناول الوجبات السريعة من حين إلى آخر، شرط أن تطبق بعض النصائح التي تقنن من كمية الكوليسترول السيئ، وكذلك من كمية الدهون المشبعة التي تمول الكبد لصنعه، وأهم هذه النصائح: استهلاك وجبات سريعة صغيرة الحجم. تناول وجبات سريعة تحتوي على لحم دجاج أو لحم سمك أو لحم بقر مشوي. يفضل عند استهلاك البيتزا اختيار الأنواع التي تحتوي على كميات أكبر من الخضار وكميات أقل من اللحوم والأجبان، وأن تكون العجينة رقيقة للتقليل من السعرات الحرارية. تفادي البطاطا المقلية. استعمال القليل من صلصة المايونيز، والأفضل العزوف عنها كلياً واستبدالها بالخردل. وبالإضافة إلى الغذاء، لا بد من إطاحة بعض العوامل الأخرى التي تساهم هي الأخرى في رفع الكوليسترول الضار، مثل البدانة، وقلة الحركة، والضغوط النفسية.