أصدر الروائي بدر السماري رواية جديدة بعنوان: «ارتياب» عن دار أثر. وجاء غلاف الرواية التي تميزت بطباعة أنيقة من تصميم الفنان مهدي عبده، وتوزعت على سبعة فصول في 400 صفحة. وتبدأ الأحداث في الرواية بمشهد بعيد زمنياً يعود إلى بداية السبعينات الميلادية، حين يلتقي ذيبان بصحبة ابن معتاز مع مبارك في «بوفيه» تقدم الأكلات الشعبية، ويتداعى بعدها السرد عائداً زمنياً للخلف إلى منتصف الستينات الميلادية، وبعد ذلك يتصاعد حتى الوصول إلى اللحظة الزمنية الراهنة. وتصنف الرواية ضمن الروايات الملحمية التي يمضي فيها السرد عابراً عشرات السنين، لكنها في الوقت ذاته ترتكز على ثيمة نفسية، إذ يركز الروائي على الأبعاد النفسية للأبطال، وتحديداً الارتياب والشك والخوف والريبة، وكيف انعكست هذه الثيمات وظهرت بجلاء في صراعاتهم وعلاقاتهم العاطفية والنهايات. «ارتياب» تفتح نافذة للرواية النفسية الغائبة عن الرواية السعودية، وتمنح القارئ عالماً مليئاً بالدهشة يبحث ما بين التفاصيل عن مكنونات ورغبات أبطال الرواية. كما تتميز هذه الرواية بالخوض في الحياة المحلية بتفاصيلها ومناحيها كافة، مكوَّنة نسيجاً روائياً متجانساً عبر تعدد الشخصيات والأبطال في الرواية، لتجمع كل أطياف المجتمع السعودي. والرواية تعد الإصدار الرابع للسماري بعد روايته المشتركة الأولى بعنوان: «ابن طرَّاق»، وكذلك مجموعته القصصية «ما سقط من أفواه الرواة»، وكتابه الأخير «حديث الروائيين». ننشر هنا مقطعاً من الرواية: «أين أجدكَ الآن؟ بقي ميلٌ واحدٌ على المنزل يا ذيبان، من الأفضل أن أناديك باسمك الذي اخترته أنت، أكنت مرتاباً حتّى من اسمك يا متعب؟ قُلَّ لي إذاً بعد كل هذا العمر، إلى أين يأخذك الارتياب من كل الأشياء؟ لم لا تبتسم للذين يصادفونك في الطريق؟ كلنا نعرف أن الارتياب شيء ثمين، والشك شيء أثمن، ولكن لا يجوز أن يكون هو كل ما نملك، ها أنت ما زلت تمشي وحيداً بصحبة ذاكرة متعبة، تَودُّ الإسراع في المشي ولا تستطيع، قدماك ما عادتا تحتملان».