سجّل عام 2013 فشلاً دولياً في معالجة الأزمة الإنسانية السورية التي تفاقمت خلال هذا العام، إذ أعلنت منظمات دولية أن نحو نصف الشعب السوري البالغ 22 مليوناً بات «في حاجة ماسة إلى مساعدة»، في وقت ارتفع اجمالي القتلى إلى أكثر من 120 الفاً، إضافة إلى نصف مليون جريح. كما اجبر نحو سبعة ملايين شخص على مغادرة مناطقهم، بينهم ثلاثة ملايين لاجئ وأربعة ملايين من النازحين داخلياً. وساهم الاتفاق الأميركي - الروسي حول الترسانة الكيماوية السورية وصدور قرار دولي في شأنه في أيلول (سبتمبر) بوصول الجهود الديبلوماسية إلى إصدار بيان رئاسي من مجلس الأمن في بداية تشرين الاول (اكتوبر) تضمن حض كل الأطراف وخصوصاً السلطات السورية على اتخاذ «كل الإجراءات المناسبة لتسهيل جهود الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة وكل الوكالات الإنسانية التي تمارس أنشطة إغاثة لضمان وصول فوري إلى المتضررين في سورية». وناشد البيان الحكومة السورية «القيام بخطوات فورية لتسهيل توسيع عمليات الإغاثة الإنسانية ورفع العراقيل البيروقراطية وغيرها من العراقيل». وفي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، أعلن الكرملين عن اتصال أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس بشار الأسد، هو الأول منذ سنتين، أعرب بوتين فيه عن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين وإعادة السلام بين الطوائف». وبموجب بيان مجلس الأمن تشكلت مجموعة عمل دولية لتسهيل مرور المساعدات الانسانية، اجتمعت في جنيف في تشرين الثاني وفي 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال مسؤولون أوروبيون إن إيران وروسيا استخدمتا نفوذهما لدى النظام في الحصول على تأشيرات لموظفي المساعدات التابعين للأمم المتحدة وتحسين سبل وصول قوافل المساعدات إلى المناطق المتضررة في سورية، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعيّن عمله. ويعيش نحو 250 ألف سوري تحت الحصار معظمهم تحاصرهم قوات حكومية، لكن هناك أيضاً 45 الفاً في بلدتين في ريف حلب شمال البلاد تحاصرهم قوات المعارضة. وقالت مسؤولة الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس إن نحو 9.3 مليون شخص داخل سورية يحتاجون إلى مساعدات انسانية، وأطلقت نداء لتقديم مساعدات بقيمة 6.5 بليون دولار من اجل سورية والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين. ومن المقرر ان تستضيف الكويت في منتصف كانون الثاني (يناير) المؤتمر الثاني للدول المانحة. وفي مناسبة مرور ألف يوم على بدء الازمة السورية في منتصف كانون الأول، أعلن مسؤولون غربيون أن خمسة ملايين طفل بين ال 9.3 مليون الذين هم في حاجة الى مساعدات انسانية، وان هناك 2.5 مليون شخص محاصرون أو عالقون في مناطق مختلفة من البلاد. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» سقوط 120 ألف قتيل بينهم 61 ألفاً من المدنيين، بينهم أيضاً 6300 طفل و4300 امرأة، فيما قالت مصادر أخرى إن هناك 200 ألف شخص ماتوا لأنهم لم يحصلوا على الدواء. وتحدثت مصادر عن وجود 575 ألف جريح ونحو 200 ألف شخص بأطراف اصطناعية. واعتبرت الأممالمتحدة الازمة السورية «الأسوأ التي يشهدها العالم بعد أزمة لاجئي حرب التطهير العرقي في رواندا» قبل عشرين سنة. وأُجبر نحو سبعة ملايين شخص على ترك اماكن اقامتهم، بينهم نحو 2.2 مليون شخص سُجلوا لدى «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» في دول الجوار. ويستضيف الأردن 520 ألفاً وتركيا 464 ألفاً والعراق 200 ألف ومصر 111 ألفاً ولبنان 790 ألفاً. ودُمر في سورية 1.5 مليون منزل وتضرر 55 في المئة من المراكز الصحية، في وقت ظهرت مجدداً أمراض منقرضة مثل شلل الأطفال حيث سجلت نحو 12 حالة في شمال شرقي البلاد. وفيما لحق الدمار بنحو 2400 مدرسة في أنحاء سورية، قال مسؤولون غربيون إن نحو 1.9 مليون طفل باتوا خارج المدارس.