قال الاردن امس الجمعة ان حوالى 35 الف لاجئ سوري عادوا الى بلدهم منذ اندلاع الأزمة في الجارة الشمالية سوريا في آذار/مارس 2011. وافاد الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن انمار الحمود لوكالة فرانس برس ان "عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا الى بلدهم طوعا منذ اندلاع الازمة بسوريا بلغ 34 الفا و824 لاجئا". واضاف ان "الجهات المعنية وعلى رأسها الأمن العام وحرس الحدود، امنت (الخميس) عودة نحو 2500 لاجئ من مخيم الزعتري (85 كم شمال شرق عمان) طواعية الى بلدهم بناء على طلبهم". وتستضيف الاردن اكثر من 475 الف لاجئ سوري، وفقا للمسؤولين، منهم ما يزيد عن 146 الفا بمخيم الزعتري قرب الحدود مع سوريا. واوضح الحمود ان "عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين وصل الى قرابة 335 الفا، فيما ينتظر 57 الفا تسجيلهم". واشار الى ان "عدد من لجؤوا الى الاردن خلال شهر آذار/مارس تجاوز 41 الفا". ويتوقع الاردن ان يتضاعف عدد اللاجئين السوريين لديه مع نهاية العام، بينما ما زال المدنيون يفرون من المعارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة مع دخول الازمة السورية عامها الثالث. واعتبرت الاممالمتحدة ان عدد النازحين داخل سوريا بسبب النزاع القائم بلغ نحو اربعة ملايين، يضاف هؤلاء الى نحو مليون و200 الف لاجئ اجبروا على مغادرة بلدهم الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق. الى ذلك حذّرت منظمتان بريطانيتان للاغاثة الإنسانية امس الجمعة من أن اللاجئين السوريين الذين لا يزالون يتدفقون بالآلاف على الأردن بمعدل يومي، يواجهون خطر قطعهم عن المساعدات مع سعيهم للحصول على مأوى في البلدات والمدن الأردنية. وقالت "أوكسفام" و "كير انترناشنال" إن معظم اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون في المناطق الحضرية خارج المخيمات الرسمية المخصصة لهم، استناداً إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مما يجعل من الصعب عليهم الوصول إلى المساعدات الحيوية جراء انتشارهم على نطاق واسع في المدن والبلدات الأردنية. واضافت المنظمتان أن التقييمات التي اجرتاها في المجتمعات المضيفة في الأردن وجدت أن اللاجئين السوريين يعانون من تفاقم الديون جراء مكافحتهم لتسديد الإيجارات المرتفعة للشقق، وارتفاع تكاليف مستلزماتهم الضرورية من الغذاء والماء والأساسيات الأخرى. واشارتا إلى أن العديد من اللاجئين السوريين في المناطق الحضرية في الأردن "يعيشون في شقق غير مفروشة وتفتقد للتدفئة وبأعداد كبيرة تصل إلى عشرين شخصاً يتقاسمون غرفتين أو ثلاث غرف". وقال جيفري دينيس الرئيس التنفيذي لمنظمة كير انترناشنال "إن أزمة اللاجئين السوريين في المناطق الحضرية بالأردن هي أقل وضوحاً لكنها لا تقل خطوة عن مخيمات اللاجئين، ويتعين ضمان أن لا تستمر معاناتهم بغض النظر عن المكان الذي يبحثون فيه عن المأوى". ومن، جانبه قال فرانسيس لاكاسي مدير برنامج سوريا في منظمة أوكسفام إن اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة بالأردن "يحتاجون بصورة ماسة للمساعدات، وستتضاعف مشاكلهم جراء عدم توفر امكانية الحصول على الدخل، وصاروا يفتقدون للمال لتسديد الإيجارات وتغطية الاحتياجات الأساسية والاقتراض من بعضهم البعض، مما سيجعل الأسر تضطر لاتخاذ تدابير يائسة لتغطية احتياجاتها وأُجبر الكثير منها على التسول لتأمين الغذاء رغم شعورها بالخجل، ولكن ليس لديها أي خيار آخر". وقالت المنظمتان الخيريتان البريطانيتان إن عدد اللاجئين السوريين في الأردن وصل إلى أكثر من 367 ألف لاجئ منذ بداية الأزمة في بلادهم في منتصف آذار/مارس 2011، في حين تقدّر الحكومة الأردنية عددهم ب 420 ألف لاجئ. واضافتا أن الحكومة الأردنية حافظت على حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على الرغم من الشح الشديد في مواردها، لكن التوترات بدأت تتزايد في المجتمعات المضيفة بالأردن جراء ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين والضغوط المتزايدة على الخدمات المحدودة.