سقط العشرات من أفراد عشيرتين من قبيلة المسيرية العربية في ولاية جنوب كردفان المتاخمة لإقليم دارفور غربي السودان بين قتيل وجريح، بعد تجدد المواجهات بينهما بسبب نزاع على أراضٍ قرب حقل نفط جديد، في وقت تدخل وسطاء أفارقة لتحريك جمود المحادثات بين وفدي الخرطوم ومتمردي دارفور الجارية في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وأفادت مصادر قبلية أن الاشتباكات القبلية بين عشيرتي «الزيود» و«أولاد عمران» التي تجددت منذ الأحد الماضي، بعد أيام من عقد مؤتمر صلح بين الطرفين، تواصلت أمس، وأسفرت عن مقتل 6 شخصاً وجرح حوالي آخرين من الطرفين في منطقة فاما التي تقع شرق حقول النفط في منطقة هجليج، في ولاية غرب كردفان. وقال حاكم الولاية اللواء أحمد خميس أن الاشتباكات بدأت في منطقة الكواك، وأدت إلى مقتل 12 من عشيرتي الزيود وأولاد عمران، ثم انتقلت إلى الحجيرات ومناطق أخرى، موضحاً أن المياه التي تغمر المنطقة عطلت وصول الجيش للفصل بين الطرفين المتحاربين. وأمر ناب رئيس الرئيس السوداني حسبو محمد عبدالرحمن بفرض هيبة الدولة ونشر قوة عسكرية بين طرفي النزاع لوقف نزيف الدم. وأبدى أسفه لانهيار الصلح الذي عُقد بينهما الخميس الماضي. من جهة أخرى، قال الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي إن هناك تبايناً بين مواقف وفدي الحكومة وحركتي «تحرير السودان» و»العدل والمساواة» المتمردتين في دارفور خلال المفاوضات الجارية في أديس أبابا. وتمسك المتمردون بحل شامل للأزمة السودانية، بينما دعت الحكومة إلى وقف النار ثم نقل المفاوضات إلى الخرطوم لاشراك المتمردين في طاولة حوار وطني. وأعلن مبيكي موافقة وفد الحكومة السودانية على وقف شامل للنار في إقليم دارفور، موضحاً أنه أجرى مشاورات مع أطراف التفاوض، لتقريب مواقفهم. وأضاف أن وفد الخرطوم اتفق مع الوساطة الأفريقية أن تكون الخطوة الأولى وقفاً للنار تمهيداً للحوار، بينما طالب المتمردون بحل شامل ومناقشة قضية دارفور في حزمة واحدة. وفي سياق متصل، أعلن رئيس وفد الحكومة السودانية أمين حسن عمر، رفض توسيع إطار التفاوض الى قضايا لاتمت لأزمة دارفور بصلة. وقال للصحافيين في مقر التفاوض في أديس أبابا أمس: «يريدون التحدث وكأنهم الوكيل عن أهل السودان وهذا لا نقبله».