تعاني شريحة كبيرة من طلاب الكليات او طلاب المرحلة ما قبل الجامعية (سيجيب CEGEP) في مقاطعة كيبك الكندية، من حالات صعبة مالية وصحية واجتماعية تؤدي غالباً الى انقطاعهم عن الدراسة وتعرضهم للبطالة او العمل بأجور متدنية. وهؤلاء يحددهم القانون الكندي ب «ذوي الحاجات الخاصة». وهم المعوقون جسدياً اوعقلياً او نفسياً، وابناء السكان الاصليين (اوتوكتون -Autochtones) وابناء المهاجرين. «انفجار تاريخي» شهدت كليات ال «سيجيب» في السنوات الاخيرة، كما يقول وزير التعليم العالي والابحاث والعلوم والتكنولوجيا بيار دوتشين «انفجاراً كبيراً في اعداد الطلاب المهمشين الذين يعانون من صعوبات مالية تعيق نجاحهم وتحد من آمالهم وطموحاتهم». وأكد ان ذوي الحاجات الخاصة المسجلين في 48 كلية، تزايدت اعدادهم من 1300 طالب عام 2007 الى 7500 عام 2012 اي بنسبة 477 في المئة. ووصف هذه الزياة ب «الانفجار التاريخي» و «الخبر السار» دليلاً على فعالية النظام التعليمي الذي يستوعب هذه الفئة الطامحة من المحتاجين وصمودهم في وجه ما يعانونه من تحديات. وكشف عن تقديم مساعدة مالية، هي الأولى من نوعها، قيمتها عشرة ملايين دولار، كان خصصها مؤتمر التعليم العالي، في ايلول (سبتمبر) الماضي لذوي الحاجات الخاصة. ويتقاضى هؤلاء عن العام 2013 – 2014 مبلغ 3 ملايين دولار اضافة الى تقدمة 200 الف دولار من برنامح المساعدات الحكومية. وتحول هذه المبالغ لمستحقيها من طريق الكليات التي يتابعون فيها دراستهم. ورأى رئيس اتحاد كليات «سيجيب» في كيبك جان بوشين في اجتماع الهيئات العامة ان هذه «المساهمات المالية كان ينبغي ان تقدم من سنوات لتلبية حاجاتهم واستيعابهم لا سيما انهم يزدادون عاماً بعد عام» مؤكداً مواصلة دعمهم للحصول على شهادة مهنية عالية او جامعية، وضمان نجاحهم، وعدم تسربهم اوانحرافهم وادمانهم على الكحول والمخدرات واستبداد اليأس في نفوسهم وصولاً الى بعض حالات الانتحار في صفوفهم. ويقدر بوشين نسبة الرسوب في اوساط هذه الشريحة ب21 في المئة في كليات مونتريال، وفي المناطق الفقيرة والمهمشة بحوالى 30 في المئة. وان نسبة الذين يتخلون عن متابعة دراستهم من دون شهادة علمية او مهنية تتراوح بين 17 و25 في المئة. كما ان نسبة البطالة في صفوف ابناء المهاجرين ممن تتراوح اعمارهم بين 17 و20 عاماً تصل الى حدود 22.3 في المئة ولدى المعوقين الى 16 في المئة ولدى «الاوتوكتون» الى 12 في المئة فيما نسبة البطالة لدى اقرانهم الاصحاء الكنديين لا تتجاوز 7 او 8 في المئة. حظوظ متفاوتة تشير مراكز الحاجات الخاصة المعنية بتدريب المعوقين ورعايتهم، الى أنهم أكثر عدداً وأشد معاناة من إعاقاتهم الجسدية، كعجزهم عن الحركة والتنقل، او العقلية كصعوبة التعلم والفهم والادراك والتذكر والتعبير، اضافة الى اضطرابات النمو كالإصابة بمرض التوحد والمشكلات الصحية كعدم التركيز والنسيان والمزاج المكتئب والمتقلب والهوس والخوف والعزلة. اما ابناء «الاوتوكتون» والمهاجرين، وان كانوا لا يشكون من اية معوقات مماثلة، الا انهم اكثر فقراً وتهميشاً، وغالبيتهم يعيشون بعيدين من ذويهم ويتكبدون نفقات الدراسة والسكن والنقل والمعيشة اليومية ويضطرون للعمل بدوام جزئي ليلاً أو نهاراً. وقلما يندمجون في بيئاتهم العلمية والاجتماعية، وهم وعرضة للرسوب وتغيير اختصاصاتهم العلمية والمهنية. كما يواجهون صعوبة بالغة في منافسة اقرانهم الكنديين في سوق العمل في حين ان زملاءهم المعوقين، وفقاً للقانون الكندي، يتمتعون بأفضلية مطلقة في الوظائف العامة والاستفادة من الخدمات الاجتماعية والصحية والرعائية والتعليمية.