لأول مرة في تاريخ الهجرة الكندية تنشئ كيبك «صالون الهجرة والاندماج»، الذي يعنى أساساً بتسهيل شؤون الوافدين الجدد في كل ما يتصل بالعمل والدراسة والإقامة تمهيداً لتحولهم مواطنين كنديين. ويبدو ان الدوافع الكامنة وراء إنشاء هذا التجمع تعود الى اسباب عدة، منها ما يتعلق بسياسة الهجرة نفسها التي تتغير مفاهيمها وآلياتها واهدافها تبعاً لبرنامج الحزب الحاكم، الذي إما أن يفتح باب الهجرة «شبه المفتوحة» من دون ضوابط قاسية، أو يعتمد، كحزب الأحرار الحاكم اليوم، «الهجرة النوعية» التي تحتاجها كيبك والقائمة على تحديد كوتا سنوية تكون الأفضلية فيها للشباب ولحملة الكفاءات العلمية والمهنية والتكنولوجية. وكان ينجم عن هذا التغيير كثير من الإرباك والغموض والتعقيدات الإدارية وتراكم الطلبات في دوائر الهجرة التي تعتمد على «معدل النقاط» دون أن ترشد الشخص الى ما قد يصادفه من عراقيل وصعوبات وضياع لم يكن على علم بها من قبل. يعتبر صالون الهجرة، الذي افتتح أعماله أخيراً في قصر المؤتمرات في مونتريال، بمثابة «خريطة طريق» أو «دليل هداية وإرشاد» للوافدين الجدد، سواء أكانوا لاجئين أم مقيمين دائمين أم مقيمين موقتين. وتمثلت في أجنحته البالغ عددها 96 جناحاً معظم مرافق العمل والإنتاج والمؤسسات الخدماتية والتربوية وغيرها، كما تضمن أربع قطاعات: المناطق، الطلاب، العمل، التأهيل المهني واللغوي والخدمات التربوية والمالية. وتواجد فيها ممثلون عن ارباب العمل والجامعات والطلاب والمحامين وغيرهم، بغية تزويد المهاجرين بما يحتاجونه من معلومات وارشادات. أما قسم استقبال المهاجرين، فمنح كل مهاجر «جواز سفر» غير حقيقي يختلف لونه باختلاف الوضع القانوني للمهاجر: الأزرق للمقيم الدائم، الأخضر للمقيم الموقت، والاحمر للطالب. وترى المديرة العامة للهجرة في كيبك دلفين فوليه، أن «هذا الجواز يسهل وصول المهاجر الى قسم الخدمات الذي يعنيه»، مشيرة الى ان «الوافدين الجدد غالباً لا يعرفون ماذا يفعلون ولا إلى أين يتوجهون». وفي سياق متصل، تقول وزيرة الهجرة والمجموعات الثقافية كاتلين ويل، إن «الصالون يتيح لأول مرة لقاء الوافدين الجدد من حملة الكفاءات والمؤهلات المهنية المختلفة وبين اصحاب العمل والمؤسسات الذين لهم مراكز هامة في السلطة». وتأمل ان تكون لهذه البادرة نتائج إيجابية على مستوى الاندماج في المجتمع والعمل». برامج ومحاضرات وتضمنت فعاليات الصالون برامج عدة ومحاضرات تمحور بعضها حول تزويد المهاجرين بمجموعة من المصطلحات او الرموزالتي تعرف بها اختصاراً العديد من مؤسسات النقل والصحة والكليات الجامعية ومكاتب العمل ولجان المدارس الفرنسية والانكليزية والجمعيات والنقابات وغيرها. وهي مؤشر على مدى انفتاح المهاجر واندماجه الاجتماعي والثقافي. كما اشتملت على معلومات وافرة، كالسكن في بيوت الطلبة او على مقربة من الجامعة او مكان العمل، ومعادلة الشهادات وترجمتها، وكيفية تحضير السيرة الذاتية (CV)، وطريقة التخاطب مع اصحاب العمل، وكيفية الحصول على المنح والقروض الجامعية، وفتح حساب مصرفي وإجراءات الانتقال من حالة اللجوء والاقامة المؤقتة الى الاقامة الدائمة، وتشجيع المهاجرين على البحث عن فرص عمل في ضواحي مونتريال او في الارياف الكندية.