كان موقع «يوتيوب» ذا دور بارز في عام 2013 بالنسبة إلى الشبان السعوديين، بعدما تغيرت وجهة الهواة منهم في تقديم البرامج، إذ لم يبحثوا عن قناة تلفزيونية، بل اتجهت فئة منهم إلى تقديم برامج عبره، فصار بعضهم نجوماً في المجتمع. برامج «يوتيوب» أفرزت أسلوباً جديداً وجريئاً في السخرية من القضايا الشائكة في المجتمع السعودي، وحققت تفاعلاً كبيراً على المستوى الحكومي، دفع عدداً من الجهات الرسمية إلى التعامل مع بعض تلك القضايا التي طرقها نجوم «يوتيوب». كما دفعت النجومية التي حققها شباب «يوتيوب» في السعودية شركات عدة إلى استثمار هؤلاء الشباب ودعم برامجهم، ودعوتهم إلى مهرجانات إعلامية للتحدث عن تجاربهم الناجحة التي ساهمت في بروز إعلاميين جدد في فترة وجيزة. ولم يتوقف السعوديون في «يوتيوب» عند القضايا الاجتماعية، بل تنوع نقدهم وتطرقهم إلى المواضيع. فمرة يظهر برنامج رياضي، وأخرى فني، فيما يتناول ثالث مواضيع الصحف السعودية، ما جعل عدداً من تلك البرامج ينتشر بشكل كبير ومنافس لشبيهتها التلفزيونية. وتحول عدد من مقدمي برامج «يوتيوب» إلى الظهور على الشاشة، كما هو الحال مع مقدمي برنامج «النشرة ال...» عبر قناة «روتانا خليجية». «يطبعون» و «طقطقة» لعل أبرز برامج «يوتيوب» في السعودية «يطبعون» الذي يقدمه هادي الشيباني، إذ اكتسح منافسيه منذ ظهوره الأول، خصوصاً أن مقدمه سبق أن عرفه الجمهور عبر الشاشة الفضية، ويتطرق الشيباني في برنامجه إلى قضايا اجتماعية تهم المواطن بالدرجة الأولى كارتفاع الأسعار، ومشكلة السكن، وانتقاده الجريء لوزراء ومسؤولين. ويقول الشيباني: «برنامج «يطبعون» حقق نسبة مشاهدة عالية، وكنت فيه قريباً من الناس، لأنني تناولت القضايا التي تهم المواطن بالدرجة الأولى»، مضيفاً أن اتجاهه إلى «يوتيوب» سببه الشهرة التي حققها الموقع في السعودية، وكذلك سهولة الوصول إلى المشاهد بواسطته. ويوضح أن برنامجه يبث كل أسبوعين، «ونجمع فيه أبرز المواضيع التي تحدث خلال 14 يوماً، ونعلق عليها بطريقة ساخرة، بعيداً عن التهريج»، لافتاً إلى أن برنامجه يتميز بالجرأة في الطرح، وكذلك الصدق في ما يتناوله. ثاني برامج «يوتيوب» المميزة في السعودية برنامج «طقطقة» الذي يقدمه مدير البرامج في قناة «صاحي» «اليوتيوبية» بندر حلواني، لكنه يختلف كثيراً عن البرنامج الأول، كون حلواني يدخل الملاعب الرياضية، وينقل هموم الجمهور الرياضي في السعودية ومشكلاته، وأحاديث اللاعبين بطريقة جديدة تختلف تماماً عن برامج التلفزيون، كونها ترتكز على الفكاهة، وأخذ تعليقات اللاعبين على عبارات المشجعين التي تسبق المباريات. يقول حلواني: «برامج يوتيوب ليست مجرد محاولة للانفلات من الرقابة ومعوقاتها، بل تقترب من أن تكون صناعة احترافية منافسة قد تستند إلى المصادمة أو تعتمد على الكوميديا السوداء، فسهولة النشر على «يوتيوب» من أعظم مزايا الإعلام الجديد، كما أن التقويم فيه مباشر، يعرف فيه مقدم البرامج أو العمل الفني ما يعجب الناس وما لا يعجبهم بشكل أسهل، بحيث يمكن التطوير والتحسين على هذا الأساس». ويضيف أن قناة «صاحي» عمل شبابي مؤسساتي يواكب قواعد العمل الإعلامي من دون الإخلال بسقف حرياته، وبلغ عدد مشاهديها 80 مليوناً في 2012 وتخطط القناة للوصول إلى 500 مليون مشاهدة قبل 2015. باتت برامج «يويتوب» في السعودية منبراً إعلامياً لعشرات الشبان والفتيات، بعضهم يفتقد المهنية، وآخرون يطرحون مواضيع لا تخدمهم ولا تعود على مجتمعهم بالنفع، لكن هناك نماذج مميزة بمعالجتها مواضيع تبقى عالقة في أذهان متصفحي «يوتيوب».