تستعد السلطة الفلسطينية لاستقبال 26 أسيراً من قدامى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو الموقع عام 1993، في وقت يعاني الأسرى الأطفال من شدة البرد، كما تدهورت صحة الأسير نعيم شوامرة. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن السلطة لم تتسلم بعد أسماء الأسرى ال26 المنوي اطلاقهم ليل الأحد - الاثنين المقبل، مضيفاً انه سيتم تنظيم استقبال رسمي وشعبي لهم بحضور الرئيس محمود عباس والقيادات الفلسطينية. ووصف في تقرير أصدرته الوزارة أمس الأنباء التي تنشرها وسائل اعلام اسرائيلية عن إطلاقهم بأنها «غير رسمية ويجب التعاطي معها بحذر حتى لا تحدث بلبلة في صفوف أهالي الأسرى». واعتبر أن اطلاق الدفعة الثالثة «جزء من اتفاق أبرمه الرئيس، ووافقت عليه حكومة إسرائيل وأميركا، ومنفصل تماماً عن سياق المفاوضات». وحذر من «موجة التحريض العنصرية والمتطرفة في إسرائيل تجاه الأسرى»، واعتبرها «محاولات لتخريب جهود السلام وعرقلة المفاوضات تتحمل إسرائيل المسؤولية عن تداعياتها ونتائجها». وأكد أن «عباس رفض كل محاولات تأجيل اطلاقهم أو التلاعب بها ومحاولات الابتزاز السياسي». في غضون ذلك، قال محامي الوزارة كريم عجوة الذي زار الأسير المريض نعيم شوامرة في عيادة سجن «الرملة» إن شوامرة «يمر بوضع صحي خطير جداً بسبب معاناته من ضمور العضلات والشرايين، وإن كل يوم يمر عليه تزيد حالته سوءاً». ونسب تقرير أصدرته الوزارة أمس الى عجوة قوله إنه «تم نقل شوامرة إلى مستشفى برزلاي الإسرائيلي (في مدينة المجدل) من أجل إجراء فحص للرئتين كونه بدأ يعاني من صعوبة في التنفس». وانتقد عملية نقله التي تمت في سيارة عسكرية تعرف باسم «البوسطة» وليس في سيارة إسعاف، «ما زاد وضعه الصحي صعوبة، اذ مكث في معبار (ممر) سجن عسقلان (المجدل) ساعات قبل نقله الى المستشفى». وقال إن رحلة نقله إلى المستشفى ذهاباً وإياباً استغرقت 6 ساعات، وكان مكبل اليدين والقدمين، واصفاً «معبار» سجن عسقلان بأنه «سيء جداً». ويعاني شوامرة المعتقل منذ عام 1995 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، من صعوبة في الأكل والشرب وتآكل في الجلد، ولا يستطيع النزول عن السرير، او النوم من كثرة التعب، ويواجه صعوبة في النطق، ولا يستطيع المشي ويتنقل بواسطة كرسي متحرك ولا يستطيع حمل أي شيء في يده. الى ذلك، وجه 39 طفلاً أسيراً في سجن هاشارون الإسرائيلي نداء عاجلاً مع محامية وزارة الأسرى هبة مصالحة، لإنقاذهم من البرد الشديد والقارس الذي يعانون منه في السجن الذي «لا يُحتمل ويشبه الثلاجة». وقال الأسرى في بيان إن «غرف السجن باردة جداً وهي أشبه بالثلاجة، ولا توجد أجهزة تدفئة ولا أغطية شتوية كافية فيها». وناشدوا المسؤولين واللجنة الدولية للصليب الأحمر «الإسراع في الضغط على إدارة السجون للسماح بإدخال الأغطية الشتوية لهم وتزويد أقسام السجن بالتدفئة. وأضافوا ان «إدارة السجن رفضت السماح للأهالي بإدخال الأغطية خلال الزيارات، وتريد ارغامنا على شرائها من الكانتين (مقصف السجن من الأموال التي يضعها ذووهم في حسابات خاصة بهم)، لكننا قررنا عدم شرائها لأننا لا نريد أن نتعرض الى الاستغلال والابتزاز من إدارة السجن». وحمل الأسرى الأطفال إدارة السجون المسؤولية عن حياتهم وإصابتهم بأمراض مختلفة «بسبب البرد والرطوبة العالية في السجن وعدم صلاحيته للحياة البشرية». وطالبوا بنقلهم فوراً إلى سجون أخرى لأنهم «يموتون من الصقيع والبرد القارس». وقالت الوزارة إن مصلحة السجون الاسرائيلية رفضت إدخال الاغطية للأسرى بعدما وفرت الوزارة ألفي حرام شتوي لهم، وأصرت إدارة السجون على أن تبيع هذه الحرامات عبر شركة ددش الإسرائيلية لهم، وهو ما رفضه الأسرى.