تصاعدت الاحتجاجات التي تقودها فصائل «الحراك الجنوبي» للانفصال عن شمال اليمن، فيما أقر الرئيس عبدربه منصور هادي أمس قانوناً يقضي بتسوية أوضاع أكثر من 8 آلاف من ضباط الجيش والأمن والاستخبارات، ممن أبعدوا عن وظائفهم أو أحيلوا قسراً على التقاعد بعد سحق محاولة الانفصال الفاشلة صيف عام 1994. تزامن ذلك مع عودة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر إلى صنعاء لمواكبة مستجدات العملية الانتقالية في حين تتزايد المخاوف من مواجهات شاملة في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بين جماعة الحوثيين ومسلحي القبائل المناهضة لها. وأعلن تنظيم «القاعدة» مقتل 23 حوثياً في ثلاث هجمات أكد أنه شنها الأحد على دوريات للجماعة في المناطق القبلية المحيطة بمدينة رداع، في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء). وعاد التيار الكهربائي إلى العاصمة ومدن أخرى يمنية بعد تدخل وسطاء لدى مسلحي القبائل في مأرب للسماح بإصلاح خطوط الطاقة الرئيسة التي هاجموها في وقت سابق. وجاءت مصادقة هادي على تسوية أوضاع آلاف من العسكريين الجنوبيين، سواء بالترقية أو العودة إلى الخدمة، خلال استقباله أمس أعضاء اللجنتين المكلفتين معالجة مظالم الموظفين وقضايا الأراضي المنهوبة في الجنوب، وغداة تعيينه الوزير المحافظ السابق حمود خالد الصوفي رئيساً لجهاز الأمن السياسي (المخابرات). ويعتبر الصوفي أول شخص يتولى هذا المنصب الأمني الرفيع المستوى من خارج المؤسسة العسكرية والأمنية، وكان شغل مناصب في عهد الرئيس السابق علي صالح، بينها وزير للخدمة المدنية والتأمينات ومحافظ لتعز. وكشفت المصادر الرسمية أن اللجنتين قدمتا إلى الرئيس هادي أمس «تقارير تفصيلية لمعالجة 18 ألف حالة من قضايا نهب الأراضي، و9 آلاف في قضايا الموظفين العسكريين لدى وزارتي الدفاع والداخلية والأمن السياسي، و4500 قضية للموظفين المدنيين». وأكدت أن اللجنة المكلّفة درس مظالم الموظفين كشفت قرارات «ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة في شأن تسوية أوضاع الموظفين المدنيين المبعدين عن وظائفهم وعودتهم». ميدانياً، قصفت طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية أمس هدفاً تابعاً لتنظيم «القاعدة» في مديرية الشرية بمحافظة البيضاء، ولم يسجّل سقوط ضحايا. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن القصف استهدف سيارة تابعة لزعيم قبلي مناصرٍ للتنظيم في منطقة الشراجبة، لكنه لم يكن في داخلها، وقطع الأهالي الطريق الرئيس احتجاجاً على الغارة. إلى ذلك، أعلن التنظيم على حسابه في «تويتر» قتل 23 حوثياً في محافظة البيضاء في ثلاث هجمات استهدفت الأحد دوريات لجماعة الحوثيين بواسطة عبوات ناسفة في مناطق قيفة، ومكيريب، وخبزة الواقعة في ضواحي مدينة رداع التي كانت استولت عليها الجماعة، وصولاً إلى معاقل التنظيم القبلية في منطقة المناسح. وفي حين لم يؤكد الحوثيون هذه الهجمات، واصلوا أمس حشد مسلحيهم إلى مشارف محافظة مأرب، في ظل استعدادات قبلية موازية لمواجهتهم، ووسط اتهامات لزعماء قبليين موالين لحزب «الإصلاح» في المحافظة ب «رفض التوقيع على اتفاقٍ تم التوصل إليه لنزع فتيل التوتر مع الحوثيين، يضمن حماية المنشآت وحفظ الأمن». وكان زعماء قبيلة مراد كبرى القبائل في مأرب أكدوا في اجتماع لهم الأحد أنهم «لن يسمحوا لأي جماعة مسلحة بالاعتداء على أراضي محافظة مأرب أو السيطرة عليها»، وأنهم «يقفون مع شرعية الرئيس هادي» ويدعمون «تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة الوطنية وملحقها الأمني»، الموقعة بين جماعة الحوثيين والأطراف السياسية اليمنية في أيلول (سبتمبر) الماضي.