في تصاعد للمواجهات المستمرة بين جماعة الحوثيين ومسلحي تنظيم «القاعدة» ورجال القبائل المساندة له في المناطق المحيطة بمدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (جنوبصنعاء)، قتل أمس حوالى 40 شخصاً من الجانبين وسيطرت الجماعة على بلدة خبزة، بعد أكثر من أسبوع من القتال. وتزامنت هذه التطورات مع تجدد الهجمات القبلية على خطوط الطاقة الرئيسية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة ومدن عدة. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حذر من انهيار وشيك للدولة خلال اجتماعه أول من أمس مع أعضاء البرلمان والحكومة ومجلس الشورى، داعياً هيئات الدولة ومؤسساتها والأحزاب، إلى تقديم الدعم الكامل للحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح لإنقاذ البلاد. وأفادت مصادر قبلية «الحياة» أن «المسلحين الحوثيين تمكنوا أمس من السيطرة على بلدة خبزة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع بعد مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستمرت أكثر من أسبوع مع مسلحي تنظيم القاعدة ورجال القبائل المناصرين له في المنطقة». وفيما أكدت المصادر أن مواجهات أمس تجاوزت منطقة خبزة إلى منطقة حمة صرار، في مديرية ولد ربيع، تحدثت كذلك عن نزوح كثيف وسط الأهالي في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة تسببت فيها المواجهات التي دمرت منازلهم وأعاقتهم من الوصول إلى مزارعهم. وقدرت المصادر «سقوط أكثر من 25 حوثياً ظهر أمس في مكمن نصبه مسلحو التنظيم ورجال القبائل عند مدخل قرية خبزة، مقابل عشرة من رجال القبائل سقطوا مع ثلاث نساء خلال المواجهات التي استخدم فيها الحوثيون القصف المدفعي والصاروخي بمساندة قوات الجيش المرابطة في المنطقة». وزادت المصادر أن «الحوثيين فجروا منازل في البلدة الصغيرة بعد سيطرتهم عليها تعود ملكيتها لمسلحين قبليين قادوا الهجمات ضدهم خلال الأيام الماضية»، فيما تشير تحركات الجماعة إلى أنها تعتزم مواصلة التوغل في نواحي محافظة البيضاء وأطراف محافظة مأرب المجاورة على رغم موقفها السياسي المفاجئ الذي أعلن تأييده لحكومة بحاح. وكان جماعة الحوثي التي سيطرت على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي اجتاحت محافظات في الشمال والغرب قبل أن تغرق في مواجهات شرسة في مدينة رداع والبلدات المحيطة بها في محافظة البيضاء مع مسلحي «القاعدة» والقبائل المساندة له كبدتها مئات القتلى والجرحى.