قتل 35 عراقياً وأصيب العشرات أمس في تفجيرات وقعت في منطقة الدورة، جنوب بغداد، في سوق شعبية قريبة من كنيسة، فيما قضى خمسة آخرون وآصيب 13 في هجمات متفرقة. وقال الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد العميد سعد معن ان «عبوتين ناسفتين انفجرتا في سوق شعبية في الدورة، ما ادى الى مقتل 35 شخصاً»، مشيراً الى وجود نساء واطفال بين الضحايا. وأضاف ان «الهجوم استهدف السوق لا الكنيسة القريبة من المكان»، مشيراً الى ان المنطقة المستهدفة «يسكنها خليط من المسلمين والمسيحيين». وكان ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر مسؤول في وزارة الداخلية افادا في وقت سابق ان «19 شخصاً قتلوا وآصيب 37 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف مصلين مسيحيين لدى خروجهم» من كنيسة مار يوحنا «عقب مشاركتهم في قداس الميلاد». وأشار المصدران ايضاً الى ان ستة اشخاص على الأقل قتلوا في انفجار عبوات ناسفة في السوق الشعبية القريبة من الكنيسة. وأكد مصدر طبي حصيلة الضحايا، مشيراً الى ان معظم هؤلاء من المسيحيين وبينهم نساء وأطفال. غير ان بطريرك الكنيسة الكلدانية، اكبر طائفة مسيحية في العراق، لويس ساكو قال إن الهجوم الذي تزامن مع احتفال المسيحيين بعيد الميلاد «استهدف الفقراء في مكان قريب من الكنيسة في الدورة». وفي اعمال عنف اخرى، قتل خمسة اشخاص في هجمات متفرقة. ففي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة رائد ان «ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم استهدف دورية على الطريق الرئيسي غرب المدينة». وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة عقيد في «قتل شخص وأصيب سبعة جراء انفجار ثلاث عبوات ناسفة على الطريق الرئيسي جنوبالمدينة». كما قتل شخص وأصيب ثلاثة في انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي في جنوب بغداد. وأصيب ايضاً ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة في الحي العسكري وسط قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد). ويشهد العراق منذ اقتحام القوات الامنية ساحة اعتصام مناهضة للحكومة في الحويجة، غرب كركوك، في نيسان (أبريل)، موجة عنف غير مسبوقة منذ عام 2008 قتل فيها اكثر من 550 شخصاً منذ بداية كانون الاول (ديسمبر) الجاري. وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخماً من النزاع في سورية المجاورة، ومن استياء السنّة الذين يشكون من التهميش. ووقعت هجمات أمس في وقت يشن الجيش حملة في محافظة الانبار مستهدفاً معسكرات لتنظيم «القاعدة» في مناطق قريبة من الحدود مع سورية التي تمتد لنحو 600 كلم. وجاء في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع أمس ان وزير الدفاع سعدون الدليمي شدد لدى لقائه قادة عسكريين على ضرورة «تكثيف اللقاءات مع اهالي الانبار وطرد الارهابيين من المحافظة» التي تسكنها غالبية سنية. وذكر البيان ان حصيلة العمليات العسكرية في الايام الثلاثة الاخيرة «قتل 11 ارهابياً والسيطرة على الكثير من الآليات وضبط ست منها تحمل (...) احزمة ناسفة واجهزة كومبيوتر محمول ومعدات يستخدمها الارهابيون وضبط خمسة مسدسات بكواتم و24 سيارة مسروقة». وكانت وزارة الدفاع أعلنت الاثنين في بيان ان القوات المسلحة تمكنت من تدمير اثنين من معسكرات «القاعدة».