واصلت قوى 8 آذار اتهامها قوى 14 آذار بتعطيل تشكيل الحكومة، وطالبت بشراكة في حكومة يتساوى فيها الفرقاء بالتمثيل بما يتلاءم مع أحجامهم. وشدد وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل على ان «الجميع أمام مهمة مزدوجة تتعلق بوجودنا وبكياننا، لأن الأمور أصبحت بحاجة لإعادة قراءة منطقية واقعية لما يجري على مستوى الساحة الداخلية وفي علاقاتنا مع بعضنا بعضاً كقوى سياسية ومكونات طائفية مذهبية وسياسية على اختلاف مواقعها ومواقفها من القضايا المتصلة في الشأن الداخلي أو الشأن الاقليمي، ولكننا كنا وما زلنا نقول ان ما يجمعنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا، وبالتالي علينا ان نبحث عن هذا المشترك لأن فيه صيانة لوطننا وامتنا». ورأى «اما ان نلتقط هذه اللحظة في هذا الظرف السياسي المعقد في المنطقة وامام هذه التحولات، وإما نخسر قيمة من قيم وجودنا الوطني وهي قيمة عيشنا المشترك الذي كانت أساس مشروعنا». ورأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش، أن «نظامنا السياسي في لبنان لا يسمح بأن يتفرد مكون على حساب المكونات الأساسية الأخرى، لذلك يجب تشكيل حكومة شراكة حقيقية تضم مختلف المكونات السياسية بما يتلاءم مع حجمها التمثيلي داخل المجلس النيابي». وأوضح أن «التعطيل الحاصل للمؤسسات وللمجلس النيابي ولعملية تشكيل الحكومة سببه رهان الفريق الآخر على متغيرات خارجية بات واضحاً أنها لن تأتي، وهذا الرهان يدل على أن عقلية البعض لا تزال إستئثارية»، مشيراً إلى أن «القرار السياسي عند الفريق الآخر ليس حراً، لأنه لو كان كذلك لكانت مصالح اللبنانيين عندهم فوق كل اعتبار». ودعا وزير الزراعة حسين الحاج حسن «الى الحوار والتلاقي لإنقاذ البلد، والى تشكيل حكومة على قاعدة التمثيل النسبي في المجلس النيابي، حيث دأب «حزب الله» وفي أي موقع الى تأكيد هذا الحوار». وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي: «من حق فريقنا أن يقول إنه يمثل الأكثرية اللبنانية، وان كل حكومة تشكل ينبغي أن يتمثل فيها فريقنا لأن ذلك حق مفروض لفئة كبيرة من اللبنانيين التي لها الحق الكامل لتشارك في صنع القرار الوطني». وأعلن عضو الكتلة ذاتها النائب حسن فضل الله: «نحن مرتاحون أكثر مما يتصور الكثيرون الى المسار الذي تسلكه الأحداث في المنطقة ولا نريد لبلدنا إلا أن يتوحد ويبنى على قاعدة الشراكة، ونحن كفريق سياسي قدمنا تنازلات من أجل لبنان، على رغم كل هذا الخطاب التصعيدي التحريضي الذي نسمعه من هنا وهناك. وأشار إلى أن «الذي يعطل تشكيل هذه الحكومة منذ البداية هو قوى 14 آذار التي تلتزم معادلات واضحة وتعليمات خارجية جاءت إليه لتجميد كل شيء في لبنان، الأمر الذي جعل كل هذا التعطيل القائم حالياً في البلد»، محملاً «قوى 14 آذار مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات ومعالجة الأزمات في لبنان»، مضيفاً: «في لبنان يوجد فريق يكابر ويعاند ولا يريد أن يقرأ التحولات التي تجري في المنطقة، ولربما الذي سيحصلون عليه الآن أفضل بكثير من المستقبل الآتي».