واصلت قوات نظام الرئيس بشار الاسد قصفها حلب في شمال البلاد، وادى القاء «البراميل المتفجرة» من طائرات مروحية امس على حي مساكن هنانو في شرق حلب الى مقتل 42 شخصا بينهم ستة اطفال، اضافة الى جرح 40 طفلا بقصف على مدرستين في مدينة مارع، في وقت اعلن عن مقتل 204 اشخاص اول من امس، بينهم 40 طفلا ومواطنة وفتى واحد. وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «الطيران الحربي والمروحي السوري نفذ غارات عدة على احياء في مدينة حلب ومناطق في ريفها تسببت بمقتل وجرح العشرات». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «تمكن المرصد من توثيق مقتل 27 شخصا على الاقل بينهم ستة اطفال في حي مساكن هنانو نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة اليوم». وتحدث «مركز حلب الاعلامي» عن «مجزرة على أوتوستراد مساكن هنانو»، مشيرا الى ان «البراميل المتفجرة دمرت باص سفر (حافلة) لم ينج أحد بداخله، ونحو عشر سيارات إضافة الى انهيار بناء سكني على الطريق العام». وقال «المركز» في بريد الكتروني ان «حريقا اندلع في عدد من السيارات وعمدت طواقم الدفاع المدني الى اطفائها». واشار الى ان «المستشفيات غصت بالمصابين». وبث ناشطون على الانترنت اشرطة فيديو تضمنت صورا مروعة عن برك من الدماء داخل حافلة مدمرة ومحترقة وقد اقتلعت مقاعدها من اماكنها مع آثار دماء عند كل مقعد تقريبا وعلى الزجاج الامامي حيث يجلس السائق. واظهر شريط آخر عددا كبيرا من السيارات المتفحمة والشاحنات التي استحال بعضها كتلا من المعدن، مع الدخان يتصاعد من بعضها اضافة الى مبنى منهار مع الركام والحجارة وقطع المعدن متناثرة في الشارع العام حيث ظهرت ايضا آثار دماء، وسط ذهول واضح على وجوه عدد من الاشخاص المتجمعين في المكان. كما اظهر شريط ثالث عملية انتشال القتلى من بين انقاض المبنى على وقع صراخ المتجمعين «الله اكبر». وعمل رجال اعتمروا خوذات بيضاء على وضع الجثث على حمالات بينما كان اشخاص آخرون بلباس مدني ينقلونها من المكان، واصوات تصرخ مطالبة بفتح طريق. وقال «المرصد» ان غارات استهدفت ايضا مناطق في احياء الصاخور والاحمدية وبعيدين وارض الحمرا في المدينة، بالاضافة الى بلدات مارع وماير والاتارب في ريف حلب حيث قتل خمسة اشخاص على الاقل. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «حالة هلع وحركة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية رغم البرد الشديد» في ريف حلب بسبب استمرار القصف ب»البراميل المتفجرة وصواريخ الطيران لليوم الثامن على التوالي». وذكر «مجلس محافظة حلب الحرة» ان الطيران الحربي استهدف مدرستين في مدينة مارع «ما أدى الى اصابة اربعين طالبا بجروح»، وذلك بعد أيام من استهداف مدرسة طيبة في حي الإنذارات في مدينة حلب حيث قتل ثلاثة تلامذة واصيب آخرون. واصدر المجلس الذي يتولى ادارة شؤون المواطنين في المنطقة الخالية من المؤسسات الحكومية بيانا اعلن فيه اقفال المدراس في منطقة حلب. وجاء في البيان: «بسبب القصف الممنهج والمقصود من قبل قوات النظام، والذي راح ضحيته عدد كبير من الطلاب والمدرسين بين شهيد وجريح، يعلن توقيف الدوام الرسمي في المدراس بالمناطق المحررة لمدة اسبوع». وطالب المجلس «المنظمات الدولية واليونيسف بتحمل المسؤولية تجاه تدهور الوضع الإنساني والأمني عموما والواقع التعليمي خصوصا». ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في تقرير صدر عنها اول من امس، بتصعيد النظام عمليات قصفه الجوي على منطقة حلب.وقالت ان «القوات الحكومية تسببت بكوارث في حلب خلال الشهر الاخير، وهي تقتل الرجال والنساء والاطفال من دون تمييز»، مضيفة ان «سلاح الجو السوري اما غير كفؤ الى حد الاجرام ولا يكترث لقتل اعداد كبيرة من المدنيين، واما يتعمد استهداف المناطق التي يوجد فيها المدنيون». وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» ان مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) خطفوا 50 مواطناً كردياً على الطريق الواصل بين بلدة جنديرس في محافظة حلب ومحافظة دمشق، ذلك بالقرب من بلدة خان العسل. وفي وسط البلاد، ارتفعت الى ستة تلاميذ قتلى تفجير سيارة مفخخة في ريف حمص، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي قالت: «قتل ثمانية مواطنين بينهم ستة تلاميذ (...) في تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف تجمع المدارس في بلدة أم العمد بريف حمص الشرقي». وقال «المرصد السوري» ان بلدة ام العمد تضم سكانا ينتمون الى الطائفة الشيعية. واورد حصيلة جديدة من 12 قتيلا وفي دمشق، اعلن «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى في مدينة عدرا العمالية وسط قصف القوات النظامية مناطق في المدينة ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في مدينة الزبداني ما ادى الى سقوط جرحى، في حين تتعرض مناطق في مخيم خان الشيح (بين دمشق وهضبة الجولان) لقصف من قبل القوات النظامية ، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف المخيم وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».