قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عضو الوفد المفاوض المستقيل الدكتور محمد اشتية إن إسرائيل قتلت بدم بارد منذ بدء المفاوضات مع اسرائيل 31 فلسطينياً، وأعلنت عطاءات لبناء 5992 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وهدمت 209 بيتاً ومنشأة، فيما زادت اعتداءات المستوطنين بنسبة 41 في المئة. وقال اشتية في لقاء مع عدد من الصحافيين في مدينة بيت لحم على هامش احتفالات عيد الميلاد، ان الجانب الفلسطيني عاد الى المفاوضات في 29 تموز (يوليو) الماضي لمدة تسعة أشهر بعد تفاهمات مع الادارة الاميركية نصت على قيام اسرائيل بوقف البناء في المستوطنات القائمة في قلب الضفة، وتقليص البناء في الكتل الاستيطانية، وعدم تنفيذ خطة بناء مستوطنة (اي 1) شرق القدس، وإطلاق اسرى ما قبل اتفاق أوسلو وعددهم في حينه 104 أسرى. وأضاف: «في المقابل، يلتزم الجانب الفلسطيني بالتفاوض لمدة تسعة أشهر يتوقف خلالها عن تقديم طلبات للانضمام الى مؤسسات الأممالمتحدة». وأوضح اشتية ان اسرائيل حاولت بعد العودة الى المفاوضات فرض معادلة جديدة تقوم على الاستيطان في مقابل اطلاق الاسرى، ضاربة بعرض الحائط التفاهمات التي تم التوصل اليها مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وأكد انه استقال من الوفد الفلسطيني المفاوض بعد ان تبين له ان اسرائيل لا تريد التزام التفاهمات الاميركية، وواصلت سياسة القتل والاجتياح وزادت من الاستيطان، مشيراً الى ان هذه الممارسات «تقوض مكانة الوفد الفلسطيني المفاوض». وقال: «المفاوضات هي اعلان نيات، ولو كانت الحكومة الاسرائيلية معنية بهذه المفاوضات لأجرت تغييراً في سياستها، لكن كل ما يصدر عنها يؤكد انها ماضية في مشروعها الاستيطاني والعدواني على الشعب الفلسطيني». وأضاف: «تبين لنا اننا نتفاوض مع تسيبي ليفني (رئيسة الوفد الاسرائيلي) واسحق مولخو (عضو الوفد)، وليس مع الحكومة الاسرائيلية»، مشيراً الى ان هذه الحكومة واصلت وصعدت من اجراءاتها التي كانت جارية قبل المفاوضات، وان عدداً كبيراً من اعضاء الحكومة بادر الى القيام بمشاريع استيطانية او القيام بأنشطة احتجاجية على المفاوضات. وأضاف: «اتحدى ان يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بطرح مشروع للسلام على حدود عام 1967 وانهاء الاحتلال، على حكومته، فأنا واثق ان اي وزير لن يصوت معه». ورأى ان البديل للمفاوضات الثنائية الجارية برعاية اميركية يقوم على ايجاد معادلة دولية شبيهة بما جرى مع ايران في جنيف والقيام بمقاومة شعبية. وأضاف: «كما حدث جنيف - ايران، يجب ان يحدث جنيففلسطين». وتابع: «المعادلة ليست اما مفاوضات او مقاومة، فمن يزرع على الأرض يحصد على الطاولة». واعتبر ان هذا التوجه يتطلب انجاز المصالحة والقيام بالمقاومة الشعبية والتوجه الى الأممالمتحدة، اذ ان «طاولة المفاوضات تحتاج الى رافعة، وهذه الرافعة غير موجودة لغاية الآن، لذلك فإن المفاوضات لن تحقق اي تقدم». وأشار الى ان اسرائيل رفعت من السقف التفاوضي بعد الربيع العربي، وانها وضعت قضايا جديدة على طاولة المفاوضات لم تكن موجودة مثل الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل، والامن الاسرائيلي في الاغوار. وقال: «ان ميزان القوى على الارض لا يعطينا الحد الأدنى من العدالة، لا المتغيرات في الإقليم، ولا كيري الذي لا يحظى بدعم من الادارة الاميركية، ولا دور المجتمع الدولي». وزاد: «المطلوب فلسطينياً هو التمترس خلف الثوابت والاصرار على انهاء الاحتلال وعلى القدس وعلى حل عادل لقضية اللاجئين». عباس الى روسيا قريباً وأضاف: «نريد اشراك ساحات أخرى في العملية لاحداث التوازن المطلوب مع الانحياز الاميركي لمصلحة اسرائيل، مثل روسيا والاتحاد الأوروبي واليابان، كاشفاً ان الرئيس عباس سيزور روسيا في 23 الشهر المقبل.