توقعت مصادر اسرائيلية مطّلعة على المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ان يطرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون خلال لقائهم في القدسالمحتلة غداً «خطة أميركية خاصة لترتيبات أمنية» بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، فيما قلل مسؤولون فلسطينيون من فرص حدوث اي تقدم في المفاوضات نتيجة هذه الزيارة. وفيما يصل وزير الخارجية الأميركي اليوم الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس والبحث معه في شأن المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية، قالت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ل «الحياة» أمس «اذا اراد كيري ان ينجح عليه ان يقوم بخطوتين: الأولى هي وقف الانتهاكات الاسرائيلية اليومية المتمثلة في سلب الارض الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها، والثانية هي حمل اسرائيل على الاعتراف بحدود العام 76». وأضافت: «لن يحتمل الفلسطينيون البقاء طويلاً في عملية سياسية فيما تواصل اسرائيل نهب الارض وتهويدها». وتأتي زيارة كيري وسط ازمة تفاوضية نجمت عن قيام اسرائيل بتسريع البناء في المستوطنات، اذ قدم الوفد الفلسطيني المفاوض استقالته الى الرئيس عباس احتجاجاً على ذلك. وطلب عباس من الوفد مواصلة التفاوض حتى نهاية فترة الشهور التسعة المتفق على اجراء المفاوضات خلالها. وقبل رئيس الوفد صائب عريقات العودة، لكن العضو الآخر في الوفد محمد اشتية رفض ذلك، موضحاً ل «الحياة» بأنه «لا يوجد اي امل في هذه المفاوضات، فاسرائيل تعمل على ضم الضفة الغربية واخراج قطاع غزة من المعادلة». وأضاف ان «اسرائيل تريد اقامة دولة من البحر المتوسط الى نهر الاردن ومنح الفلسطينيين صلاحيات على السكان فقط». ودعا اشتية الفلسطينيين الى البحث عن بديل للمفاوضات الثناثية الجارية، عبر الدعوة الى مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية. وأضاف: «هناك جنيف-ايران، وسيكون جنيف- سورية، وبالتالي يجب ان يكون هناك جنيف-فلسطين». ولفت اشتية الى ان «الفلسطينيين أمامهم فرصة للعمل مع حلفائهم مثل روسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام، والزام اسرائيل بالانصياع للاراداة الدولية» معتبراً ان الدور الاميركي في المفاوضات الجارية «سلبي لأنه منحاز لاسرائيل». وحذر اشتية من ان اية افكار اميركية لجسر الهوية بين الجانبين لن تطرح قبل اقرارها من الجانب الاسرائيلي. ويتوقع ان يعرض كيري خلال الزيارة اقتراحات لجسر الهوية بين الجانبين في الملف الامني. لكن الجانب الفلسطيني يقول انه لن يقبل اي اقتراح امني لا يلزم الجانب الاسرائيلي بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن «مصادر مطّلعة» على المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قولها إن وزير الخارجية الأميركي سيطرح على نتانياهو ويعالون خلال لقائهم في القدسالمحتلة غداً «خطة أميركية خاصة لترتيبات أمنية» بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، عكف على وضعها المستشار الخاص لكيري ولوزير الدفاع الأميركي الجنرال الأميركي المتقاعد جون ألين، القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان. وأضافت أن كيري وضع الخطة بعد أن أيقن أن «المسألة الأمنية» هي التي تشغل بال نتانياهو وأنها السبب في عدم التقدم في المفاوضات. وبحسب المصادر ذاتها فإن كيري سيستغل جولته الحالية ل «هزّ» نتانياهو وعباس لحضهما على العودة إلى مفاوضات جدية والكف عن تبادل الاتهامات. وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما سيحاول نتانياهو التركيز على الاتفاق بين ايران والغرب، يصر كيري على الخوض في ملف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتحريك المفاوضات من خلال مناقشة الترتيبات الأمنية التي استنتج كيري من زيارته الأخيرة في تموز (يوليو) الماضي أن نتانياهو يعتبر التفاهمات الأمنية مسألة مصيرية تسبق الدخول في سائر الملفات الشائكة، وفي مقدمها حدود الدولة الفلسطينية. وتوقعت أن يبدي نتانياهو مزيداً من التشدد في هذه القضية بعد الاتفاق بين ايران والغرب. وتابعت الصحيفة أن الجنرال ألن زار تل أبيب ورام الله مرات عدة في الأشهر الأخيرة، والتقى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون وعدداً من الجنرالات في هيئة الأركان واستمع منهم إلى احتياجات إسرائيل الأمنية في إطار التسوية الدائمة. كما استمع من الفلسطينيين الذين التقاهم المطلب الواضح بأقصى سيادة على أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة. وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين كرروا المطلب الإسرائيلي بإبقاء قوات إسرائيلية على طول نهر الأردن (الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية) لفترة طويلة (بعد قيام الدولة الفلسطينية) وحاجة إسرائيل إلى استمرار وجودها في المعابر الحدودية على نهر الأردن ومواصلة سيطرتها على المجال الجوي للدولة الفلسطينية، وطلبها إقامة محطات إنذار في عدد من النقاط الاستراتيجية في الضفة الغربية «ومطالب أمنية كثيرة أخرى». وقال مصدر مطلع على المفاوضات ان الخطة الأميركية الجديدة تتناول رداً محدداً على كل الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية مع تقديم ضمانات أمنية أميركية واقتراحات لمساعدة أمنية أميركية لإسرائيل في المستقبل. وتابع المصدر أنه في حال قبلت إسرائيل بمبادئ الخطة فإن كيري سيطالبه بالشروع في تقديم اقتراحات للفلسطينيين حول حدود الدولة الفلسطينية العتيدة. عريقات الى ذلك (رويترز) حض صائب عريقات، في تصريح الى الاذاعة الفلسطينية، وزير الخارجية الاميركي على انقاذ محادثات السلام ووقف تدهورها نتيجة مواصلة اسرائيل النشاط الاستيطاني «والجرائم التي ترتكب بدم بارد». وذكر تقرير لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس ان نحو 5000 فدان من اراضي الضفة الغربية مملوكة لفلسطينيين - لكنها تقع في مناطق تمارس فيها اسرائيل سيطرة مدنية وعسكرية - ستعطى لفلسطينيين خلال تسعين يوماً للزراعة والتجارة.