كان الفوز ببطولة كأس التحدي الآسيوي الهدف الأهم لحارس مرمى المنتخب الفلسطيني رمزي صالح، غير أن الحارس الدولي (34 عاماً) كان أيضاً يترقب بشدة تحقيق إنجاز شخصي يتمثل بوصوله للمباراة رقم مئة مرتدياً قميص المنتخب الوطني الفلسطيني. وعندما لعب فريقه أمام منتخب جزر المالديف، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في بطولة كأس التحدي، تحقّق لصالح ما أراده في المباراة التي جرت في العاصمة المالديفية مالي في 23 أيار (مايو) الماضي، والتي ستبقى محفورة في ذهنه إلى الأبد. بعد لقاء المالديف، خاض صالح لقائين أمام باكستان والفيليبين ضمن البطولة ذاتها، رافعاً عدد المباريات التي شارك فيها إلى 102، وهو رقم قياسي لم يسبق لأي لاعب فلسطيني أن حققه. مشوار الحارس صالح مع المنتخب الفلسطيني بدأ في العام 2000، وتحديداً في بطولة غرب أسيا التي جرى تنظيمها في الاردن. آنذاك كان الظهور الرسمي الأول له أمام منتخب سورية الذي فاز على المنتخب الفلسطيني بهدف نظيف. أما انطلاقة صالح الكروية فكانت مع نادي «شباب جباليا» في قطاع غزة عام 1999، حيث بدأ «قلب الأسد» كما يحلو لمعجبيه منادته، بإثبات نفسه وشقّ طريقه نحو النجومية والشهرة، حتى حقق حلمه الأكبر صيف عام 2008 بالإنتقال إلى النادي الاهلي المصري. شكّل انتقال الحارس الفلسطيني علامة فارقة في مسيرته الكروية، إذ حصد 5 ألقاب مع نادي القرن الأفريقي خلال موسمين فقط، قبل أن ينضم إلى نادي «المريخ» السوداني لنصف موسم، أحرز خلاله النادي الكأس المحلي عام 2010. بعدها عاد صالح مرة أخرى إلى الدوري المصري من بوابة نادي «سموحة»، ثم «مصر المقاصة» الذي انفصل عنه أخيراً. ومن بين إنجازات الحارس المخضرم التي توجها بلقب بطولة كأس التحدي الآسيوي، وقيادته لمنتخب بلاده فلسطين للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا في أستراليا عام 2015 لأول مرة في تاريخه، تلقى صالح أيضاً عرضاً رسمياً للعب في صفوف نادي «شيفيلد يونايتد» الإنكليزي، غير أن قوانين الدوري الإنكليزي حالت دون ذلك، بخاصة الفقرة التي تحدّد أنه «يجب أن يكون التصنيف الدولي لمنتخب اللاعب من 1 إلى 50 عالمياً، أو ان يكون قد احترف في دوري أوروبي لمدة سنتين». رمزي صالح المولود في المملكة العربية السعودية، والذي يرتدي ال«فانيلة» رقم 21 في المنتخب الفلسطيني، متزوج وله ثلاثة أبناء، وهو خريج تربية رياضية من جامعة الأقصى في غزة، ويسعى للحصول على درجة الماجستير. يقول رمزي المقيم في مصر ل«مدرسة الحياة»، إنه لا يفكر في اعتزال كرة القدم ما دام قادراً على العطاء، حتى لو بلغ سنّ الأربعين، فهو على مدار 14 عاماً قضاها في حراسة مرمى المنتخب الفلسطيني، طبع بصمة لا يمكن نسيانها، وما قدمه في بطولة التحدي خير دليل على ذلك، إذ حافظ على عذرية شباكه طوال أحداث البطولة. رمزي صالح أفصح عن رغبته بدخول عالم السياسة بعد الاعتزال... فهل يكون سياسياً لامعاً كما هو حارس متميز؟