أصبح الحارس العُماني علي الحبسي أحد أهم ظواهر كأس الخليج التاسعة عشرة فهو ليس فقط من أفضل حراس البطولة حتى الآن إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، بل إنه قائد للمنتخب العُماني في أرض الملعب، وموجه لهم أثناء اللقاء، وأيضاً قائد هام للجماهير العُمانية ويجيد التواصل معهم، وكثيراً ما اشتعلت المدرجات العُمانية ليس فقط بسبب تصدي الحبسي للكرات الخطيرة ولكن بسبب تواصل الحارس الكبير الجيد مع الجماهير ومطالبته لهم أثناء اللقاء بتشجيع المنتخب في أوقات هبوط مستواه. وامتلك الحبسي فرصة كبيرة لأن يكون أفضل حارس في تاريخ بطولات الخليج منذ أن بدأت عام 1970، بعد أن اختير كأفضل حارس في كأس الخليج التاسعة عشرة للمرة الرابعة على التوالي، لأنه كان أول حارس في البطولة يصل للمباراة النهائية ويفوز منتخب بلادة بالبطولة من دون أن تهتز شباكه على الإطلاق. الطرابلسي صاحب الرقم القياسي ويمتلك الحارس الكويتي أحمد الطرابلسي الرقم القياسي حالياً حيث أنه فاز مع المنتخب الكويتي بكأس الخليج الثالثة عام 1974، وحصل على لقب أفضل حارس في البطولة بعد أن حافظ على شباكه عذراء طوال مباريات البطولة، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أمرين هامين، أولهما أن الطرابلسي لعب في هذه البطولة عدد مباريات أقل من الحبسي حالياً حيث خاض في كأس الخليج الثالثة أربع مباريات مع الأزرق حتى وصل للمباراة النهائية بينما الحبسي خاض مع منتخب بلاده خمس مباريات أما الأمر الثاني فهو أن الحبسي تصدى خلال مشوار البطولة الحالية لضربة جزاء كانت قد احتسبت لصالح المنتخب العراقي في لقاء عُمان والعراق في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى. ويعتبر الحبسي حالياً هو أفضل حارس بدون منازع ليس فقط في منطقة الخليج بل في العالم العربي بصورة عامة، فالمتابع لمستوى الحارس العُماني يجده ثابتاً منذ بداية اللاعب وحتى الآن، كما أنه أفضل حراس العالم العربي حالياً والوحيد بينهم المحترف في الدوري الإنكليزي أفضل وأقوى بطولات الدوري الأوروبية على الإطلاق. ورغم أن اللاعب هو الحارس الاحتياطي لبولتون الإنكليزي منذ فترة طويلة إلا أن ناديه قد جدد عقده قبل انطلاق كأس الخليج اعترافاً منه أن الحبسي هو الحارس الأساسي القادم للفريق بعد اعتزال الحارس الأساسي الحالي الفنلندي يوسي ياسكلاينن. ويبلغ الحبسي من العمر 27 عاماً وهو من مواليد 30 ديسمبر عام 1981، وبدأ مشواره الكروي في نادي النصر العُماني ، وانتقل منه إلى فريق أوسلو النرويجي الذي لعب له لثلاثة مواسم خاض خلالها 62 مباراة في الدوري النرويجي، وكان لتألق الحبسي مع فريق أكبر الأثر في سعي سام ألاردايس مدرب بولتون وقتها إلى التعاقد معه، وبالفعل انتقل الحبسي إلى فريق الإنكليزي عام 2006، وخاض الموسم الماضي عشر مباريات في الدوري الإنكليزي وكأس الاتحاد الأوروبي، وتعد مباراة بولتون و بايرن ميونيخ التي أقيمت في كأس الاتحاد الأوروبي الموسم الماضي هي أحدى أفضل مباريات الحبسي على الإطلاق منذ احترافه في بولتون حيث كان نجم اللقاء وتصدى لأكثر من فرصة خطيرة سنحت لنجوم الفريق الألماني الكبير. وإذا تطرقنا للحديث عن مجهودات وأداء علي الحبسي مع منتخب بلاده في بطولة كاس الخليج الحالية، فإننا نجد أن الحارس العُماني بالفعل هو سر تألق وتفوق منتخب بلاده في البطولة، فقد منح زملاءه الثقة في الفترات التي كان أداءهم مهتزاً فيها، ففي المباراة الأولى للمنتخب العُماني أمام الكويت كاد المنتخب الكويتي أن يسجل أكثر من مرة عن طريق مهاجمه أحمد عجب إلا أن الحبسي وقف لكرات عجب بالمرصاد واستطاع أن يعبُر مع بقية الفريق لحظات البداية الصعبة. وتكرر نفس الأمر في مباراة المنتخب العُماني أمام نظيره العراقي عندما احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء لصالح المنتخب العراقي، وكان وقتها المنتخب العُماني متقدماً بهدف دون رد، وبالتأكيد فإن إحراز العراق لهدف التعادل كان سيعيده للمباراة وسيصعب الأمور على المنتخب العُماني، ولكن الحبسي تدخل مرة أخرى وتصدى بإتقان لضربة الجزاء العراقية، التي نفذها هوار ملا محمد. وكان الحبسي أيضاً من أهم نجوم المنتخب العُماني في مباراة الدور نصف النهائي عندما تصدى لفرصتين محققتين للمنتخب القطري، الأولى كانت من المدافع ماركوني عندما سدد كرة جاءته من ضربة ركنية برأسه داخل المرمى وكانت في ارتفاع بالغ الصعوبة واصطدمت بالأرض قبل أن تصل إليه، ولكن الحبسي أبعد الكرة ببسالة واضحة، والكرة الثانية كانت تسديدة قوية من سيباستيان سوريا قبل نهاية الشوط الثاني بقليل، إلا أن الحبسي ارتدى قفاز الإجادة مرة أخرى وأمسك بالكرة باقتدار. ووجد الحبسي منافسة شرسة من حارس مرمى منتخبنا الوطني وليد عبد الله الذي لم يدخل فيه أي هدف هو الآخر خلال البطولة ولكن يبقى دائماً قدر وتأثير الحبسي في أداء المنتخب العُماني، فكما قلنا هو مبعث الثقة الأول للاعبي الفريق، ويكفي تصريح الفرنسي ميتسو مدرب المنتخب القطري الذي قال في المؤتمر الصحفي عقب مباراة العنابي مع المنتخب العماني، إنه لم يستطع أن يسجل أهدافا، ليس للعقم التهديفي الذي يعاني منه الفريق فقط ولكن وهذا الأهم لأن المنتخب العُماني يمتلك حارس بقدر وكفاءة الحبسي.