حمل (الأحد) الماضي بين طياته الشيء الكثير من الحزن والأسى للشارع الرياضي الكويتي خاصة والعربي عامة، بعد أن غيب الموت حارس المنتخب الكروي الأول والنادي العربي سمير سعيد، إثر حادثة دهس تعرض له أثناء ممارسته رياضة المشي، ولم تفلح محاولات وزارة الصحة الكويتية في نقله إلى الخارج، لتلقي العلاج في الولاياتالمتحدة الأميركية، كون حالته الصحية لم تسمح بذلك، وتم إحضار جهاز طبي إنكليزي، أجرى له العمليات اللازمة، ولم يفارق وحدة العناية المركزة حتى وافته المنية. سمير سعيد أحد قامات الكرة الكويتية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وعايش أواخر الجيل الذهبي للمنتخب الأزرق، إذ بدأ مشواره الرياضي عام 1984 بقميص النادي العربي، واختير في العام نفسه لصفوف المنتخب، واستمر معه حتى 1992، واستطاع أن يكون رقماً صعباً بين حراس المرمى على مستوى الكرة الكويتية بل والخليجية والعربية، ويعد أفضل حارس مرمى في تاريخ الكرة الكويتية إلى جانب العملاق أحمد الطرابلسي، ووقفت الإصابات حجر عثرة في مسيرته الرياضية، وغيبته في العديد من المناسبات المهمة على مستوى ناديه وكذلك المنتخب الأول، حتى أجبرته على إعلان الاعتزال دولياً 1992 والتفرغ لمشاركات ناديه، وطالبه العديد من المسؤولين والمدربين العدول عن قرار الاعتزال في ذلك الوقت، لحاجة حراسة المرمى الكويتية لحارس فذ بمواصفاته، خصوصاً بعد رحيل أحمد الطرابلسي ومعظم الجيل الذهبي، الذين دونوا أسماءهم بحروف من ذهب في نهائيات كأس العالم في إسبانيا 1982. اختير في بطولة الخليج 1990 التي أقيمت في الكويت أفضل حارس في الدورة، وكانت آخر مشاركتها أمام المنتخب القطري في خليجي 1992، ولم يستطع أكمال المشوار مع منتخب بلاده في تلك البطولة، إلا أنه حاز على جائزة أفضل حارس في مباراتي الإمارات وعمان، كما أن له صولات وجولات مع ناديه العربي لن يغفلها التاريخ، خصوصاً أنه لم يلج مرماه أي هدف في بطولة الدوري موسم 1987، إلى جانب تصديه إلى 3 ركلات ترجيح في مواجهة الجهراء في نصف نهائي كأس أمير الكويت، ومثلها في مباراة القادسية في النهائي، وقاد فريقه إلى الظفر بلقب البطولة، وسبق أن اختاره الاتحاد الدولي للإحصاء ضمن أفضل الحراس بعد أن حافظ على نظافة مرماه 1283 دقيقة، واستمر في الذود عن مرمى عرين العربي حتى 1997، وحقق معه تسع بطولات. اتجه سمير سعيد حجي (مواليد 1963) إلى المجال الإداري بعد اعتزاله الركض على المستطيل الأخضر، وتقلد منصب نائب رئيس نادي العربي، إلى جانب أعماله التجارية، إذ كان مولعاً بالتجارة منذ أن كان لاعباً، وكانت أحد الأسباب التي جعلته يصر على الاعتزال إلى جانب الإصابات التي طاردته كثيراً.