قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن وزارته «تلقت 180 ألف حالة تعرّض لها مواطنون في الخارج خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتم إنهاء ما نسبته 85 في المئة منها»، مشيراً إلى أن عدد القضايا القانونية التي تم تكليف محامين متابعتها وصل إلى 12 ألف قضية. وأكد الأمير سعود، خلال افتتاح البرنامج العام الثالث لسفراء ورؤساء بعثات المملكة في الخارج في الرياض أمس، أن «الاجتماع فرصة مهمة للمسؤولين في وزارة الخارجية، سواءً في الديوان العام للوزارة أم البعثات، لإجراء مراجعة دقيقة لاستراتيجيات العمل ومعايير الأداء المهني في ظل تسارع المتغيرات من حولنا، كما أنه يشكل ذروة السنام لجهود الوزارة المنسجمة مع التوجيهات الرامية إلى تطوير الأداء في قطاعات الدولة كافة وفي وزارة الخارجية بخاصة، وتقديم الخدمة الأفضل للمواطن في الداخل والخارج، وللمقيمين والزائرين لبلادنا الكريمة، فضلاً عن تطوير العمل على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية». وأضاف: «لا تزال هناك قضايا تعترض سعوديين منظورة أمام المحاكم في الدول المضيفة، والدولة لن تدخر جهداً في سبيل إنهاء المشكلات والقضايا التي يتعرض لها المواطنون في الخارج وعودتهم إلى أرض الوطن سالمين». وتابع: «من الضروري أن نعمل بجدية على تسريع خطى التطوير المنهجي لأعمالنا، والتحسين الفني والتقني لوسائلنا، والوزارة قطعت شوطاً كبيراً في استخدام التقنية، وبناء شبكة ضخمة ربطت الوزارة بالبعثات من جهة، وبالجهات الحكومية ذات العلاقة من جهة أخرى من خلال مشاريع متلاحقة». ولفت إلى أن الإحصاءات تعكس بشكل كبير حجم وفائدة استخدام البرامج التطبيقية لهذا العام، مضيفاً: «زار البوابة الإلكترونية للوزارة أكثر من 5 ملايين زائر، وتمت معالجة ما يزيد على 10 ملايين تأشيرة، وبلغ مجموع طلبات خدمات المواطنين التي تم إنهاؤها أكثر من 8400 طلب، وسجل نظام سير العمل الإلكتروني ما يزيد على 800 ألف معاملة تم الإجراء عليها، علاوة على أرشفة أكثر من مليون وثيقة تاريخية لدى الأرشيف المركزي بإدارة الوثائق في الرياض». وأوضح أنه تم تقليل حجم «إجراءات تحصيل الرسوم للحالة الواحدة كانت تستغرق 107 إجراءات، وتم تقليصها إلى إجراءين فقط مع التقنية الحديثة». وأكد أن مفهوم الديبلوماسية «لم يعد ينحصر في قوالب الإجراءات المحددة بالأعراف والتقاليد وحسب، بل إن المفهوم امتدّ وتوسّع ليشمل التواصل المباشر مع الناس على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وثقافتهم ومستوياتهم العلمية والفكرية»، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق «أولت وزارة الخارجية عناية خاصة بهذا التوجه، ووضعت ضمن أهدافها وبرامجها التفاعل مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي أصبحت تتطلب تفاعلاً مباشراً مع الجمهور والقضايا التي يثيرها، بل ومحاولة استقرائها واستباق نشر المعلومة الصحيحة قبل تداولها بشكل مغلوط». وقال مخاطباً سفراء المملكة في الخارج: «يقولون إن السياسيين هم الأشخاص الذين يستطيعون أن يتكلموا من غير ورقة ومن غير أن تكون لديهم معلومات، ويقولون في تعريف الديبلوماسيين إنهم هم الأشخاص الذين يقطعون الوعود ببناء الجسور حتى ولو لم تكن هناك أنهار، وأنا واثق بأنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، فحتى وإن لم يكن أمامكم أنهار تعبرونها، أو تشيّدون الجسور عبرها فأمامكم سيول جارفة من العمل، ومسؤوليات مرهقات جسام ألقيت على كواهلكم تحول بينكم وبين نعتكم بما ينعت به الديبلوماسيون أو السياسيون».