افتتح القنصل الفرنسي في جدة الدكتور لويس بلين أخيراً معرض «وجوه» للفنان المصري عصمت داوستاشي في قاعة العرض بالقنصلية. ويضم المعرض 30 وجهاً «بورتريه» لوجوه المرأة من نساء البحر المتوسط مُنفذة بألوان الاكريليك على ورق، وذلك بأسلوبه المعروف، إذ إنه مزج الواقع بالخيال وإضافة موتيفات «رموز» شعبية. ورسمها داوستاشي خلال تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين بمرسمه بالعجمي في الإسكندرية، إذ يتم عرضها للجمهور للمرة الأولى، وبحضور عدد من الفنانين السعوديين مثل: هشام قنديل، عُلا حجازي، فهد الحجلان، وذلك في إطار النشاط الفني والثقافي للقنصلية الفرنسية، كما أنه أول معرض يُقام لداوستاشي في المملكة. ويشير دواستاشي إلى أن مدينة جدة أصبحت الآن ضمن مثيلاتها من مدن الخليج تهتم بالفنون الجميلة، وتضم عدداً من الغاليريهات والمعارض الفنية ذات المستوى العالي، كما أن التشكيليين السعوديين أصبحوا ذوي مستوى رفيع للغاية، ويتميزون بالجرأة، وأعمالهم مُركبة بخامات مختلفة، إضافة إلى مهاراتهم في التشكيل في الفراغ، وأعمال الفيديو، وهم بذلك ينطلقون بقوة إلى العالمية، ويمكن القول إنهم تجاوزوا الحركة التشكيلية المصرية بإمكاناتهم وحضورهم الدولي. وعصمت داوستاشي فنان شامل، يمارس النحت والتصوير الضوئي والرسم والعمل الفني المركب، ويستلهم الرموز الشعبية، ويتميز أسلوبه بطابع خاص به، وتأثر شكلاً بملامح البيئة المصرية الشعبية والتراثية، ومضموناً بالإنسان في كل مكان. واتخذت لوحاته في الأعمال الأخيرة نوعاً من التصوف الديني، وهو كثير التغير والتحول، يهوى جمع الأشياء القديمة واستخدامها في تشكيلاته المجسمة التي دائماً ما تتضمن سخرية وانتقاداً مريراً للعديد من المظاهر الاجتماعية، تطيح لوحات دواستاشي بالقوالب والأنماط بحثاً عن خصوصيته الذاتية وهويته المتراوحة بين الملحمة الشعبية والسيرة القديمة، وما وراء الغيب الذي يشكل المعرفة اليقينية. وعن رؤيته الفنية لإبداعاته يقول دواستاشي ل «الحياة»: «انحصرت رؤيتي في تراث بلدي الحضاري والشعبي، واستلهمت الفنون التشكيلية بكل أبعادها بصرية وحركية وسمعية وصوتية». مشيراً إلى أن العمل الفني أصبح عنده «شاملاً بخامات مختلفة وأفكار محورها الإنسان المصري في زمننا الحاضر»، معبراً عن معاناته وأحلامه وطموحاته بتقنيات حديثة. وحالياً يقوم الفنان بتحويل منزله إلى متحف يضم مختارات من أعماله، منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي وحتى الآن، ومن المنتظر أن يُفتتح في آذار (مارس) المقبل.