تتخذ دلالات اللون والتكوين في لوحات المصرية دينا طه ألماني، شكلاً مرتبطاً بميثولوجياً المجتمع وتقاليده. وتدفع متعة التخيّل في رسومها المعروضة في قاعة غاليري قصر التذوق في الإسكندرية، الى البحث في ماهية الأشياء. وتعرض الفنانة الشابة 45 لوحة استخدمت فيها أدوات وخامات مختلفة وغريبة، توحي بشيء من الفنتازيا التي أعطت معنى لحكاية تُحاك بين الألوان. «أرى الكون كله عبارة عن لوحة جميلة نكتشف فيها شيئاً جديداً كل يوم. فكل ما خلقه الله جميل والفنان أكثر الناس مقدرة على رؤية الأبعاد الخفية لهذا الجمال، كما أنه أكثر من يستطيع توظيفه»، تقول ألماني في حديثها الى «الحياة». يتميّز شغل ألماني باستخدام أدوات مثل المنخل والأسطوانات وعرائس الأطفال والسجاد في تكوينات تجريدية وتعبيرية. كما لعبت على التضاد في استخدام أدوات التجميل النسائية، مستغلة مثلاً «أحمر الشفاه» بغلاظة ملمسه وبودرة الأساس والسطح الناعم الذي تخلفه، وطلاء الأظافر ومحدد العيون وصبغات الشعر وخصلاً من الشعر الاصطناعي. وتعتبر أن «اللمعة التي تنتج من أدوات التجميل لا نجدها في الألوان العادية على اختلاف أنواعها. وهذا اللمعان يضفي الكثير من السحر والغموض على التكوينات، كما يثير حركة بين المستويات المختلفة».br / وعما إذا كان الجمهور يواجه صعوبة في استيعاب أعمالها الفنية تجيب: «العمل الفني عمل تذوقي، هناك من يفهمه من النظرة الأولى وهناك من يحتاج إلى تأمله والتفكير فيه لاستيعابه. الاختلاف في حل معطيات ورموز اللوحة أحياناً له فائدة وتشريح اللوحة يساعد على رفع درجة التذوق لدى المتلقي». ويرى الفنان عصمت داوستاشي الذي دقّق في لوحات ألماني أنها تشكل اتجاهاً وأسلوباً فنياً مختلفاً تماماً، كون المعرض تسبب في الكشف عن بعدين في الحركة التشكيلية المصرية على وجه التحديد. تكشف دينا ألماني في أعمالها عن جرأة ورؤية تشكيلية ناضجة وحب كبير لاستعمال الخامات والأدوات المختلفة الحرة غير الملتزمة بأي قيود. فهي تعشق التجريب والتجريد لكل العناصر. وتقدم إنتاجاً جديداً يتميز بغزارة الإنتاج الإبداعي والحداثة، في فترات قصيرة ومتقاربة.