يحتضن «غاليري 95» في الإسكندرية، معرضاً يضم أعمال الفنان الشاب زكريا سليمان وأعمال أستاذه سامح صلاح الدين، الذي رحل أخيراً. يضم المعرض العديد من الأعمال ذات الطابع الشعبي والتراثي التي تستوحي عالم «الحدوتة» والحكايات الشعبية. عناصر أعمال سليمان مستلهمة من ذاكرة الطفولة التي رصدت المفردات البسيطة كما ترصدها عين الطفل في هيئة أو شكل العنصر البكر، بينما انشغل الراحل صلاح الدين في التعبير عن شالأكاديمي الغربي، وتحقق ذلك عندما عبر عن الأساطير والأفكار المتوازنة والأحلام التي يعيش فيها أبناء الطبقات الشعبية. ويشير الفنان عصمت داوستاشي الذي افتتح المعرض إلى أن سليمان يقدم تجربة فنية جديدة فريدة، وأن لوحاته مجسمة وهي أقرب الى النحت منها الى التصوير المسطح. ويضيف: «في اللوحة ثلاثة أبعاد، فالمشاهد عندما يتحرك أمام اللوحة يرى ثلاثة أشكال مختلفة، من كل زاوية يرى شكلاً جديداً وهذه هي الإضافة». وتتميز لوحات صلاح الدين بنزعتها التعبيرية الرمزية، وغالبيتها تنتمي الى الحجم الصغير، وهي تذكرنا بالمنمنمات الشرقية في المنسوجات والمخطوطات. يتخذ سليمان من التيمات الشعبية المصرية أو العربية موضوعاً للوحاته مثل الراقصين في الموالد والحصان العربي والعروسة وصندوق الدنيا وأبوزيد الهلالي، وغالبية اللوحات إما ساخنة أو دافئة كما أن مسطحاته مملوءة بالملامس أو المؤثرات، وهو من الجيل الشاب الواعد الذي يعمد إلى الابتكار بشكل مستمر، متخذاً من الأصالة والتراث روحاً يستمد منها أعماله.